jeudi 31 décembre 2015

Bonne année, Happy new year,عام سعيد


Bonne année

Happy new year

عام سعيد

mardi 29 décembre 2015

وقف المنح الدراسية السعودية إلى كندا




آدم ميرا

مع نشر الميزانية الجديدة السعودية للعام الجديد مساء الـ28 ديسمبر|كانون الأول 2015 و الذي تم فيها اتخاذ إجراءات تقشف على مستويات متعددة، نجد أن هذه الإجراءات طالت بطريقة مباشرة الطلبة المبعوثين السعوديين إلى الجامعات الكندية.

قال بيتر هيلبين المدير التنفيذي لاتحاد الجامعات الأطلسيّة  أن الحكومة السعودية قررت إيقاف إرسال الطلبة السعوديين لاستكمال تعليمهم في مقاطعات الشرق الكندي المطلة على المحيط الأطلسي.
و كانت الحكومة السعودية قد اتخذت قرار وقف المنح الدراسية للطلاب السعوديين الذي تم الإعلان عنه هنا في كندا في الـ24 ديسمبر|كانون الأول 2015 قبل أن يتم الإعلان الرسمي السعودي عن ميزانية التقشف التي تم نشرها مساء الـ27 ديسمير| كانون الأول 2015، حيث تم فيها تخفيضات هامة  في قطاع التعليم.
و في عام 2005، أقرت السعودية منحة الملك عبد الله التي تهتم فقط بالطلبة السعوديين الممنوحين إلى شمال أمريك (كندا و الولايات المتحدة الأمريكية).
و يُعتبر قرار وقف هذه المنح الدراسية بمثابة ضربة قاسمة للجامعات الكندية الشرقية، حيث أن 20 بالمائة من طلبتها هم من الأجانب و يوجد بينهم 1167 طالب سعودي ممنوحين يدرسون في جامعة نوفاسكوشيا وحدها، حيث يأتي الطلبة السعوديين في الدرجة الثانية بعد الطلبة الصينيين، كما يوجد 290 طالب سعودي في جامعة نوفو برونزيك، و 22 طالب في جامعة الأمير إدوارد.
وقال بيتر هيلبين المدير التنفيذي لاتحاد الجامعات الأطلسيّة  للصحافة الكندية:" إن الطلبة الجدد السعوديين عليهم أن يتحملوا نفقات الدراسة الجامعية بأنفسهم."
كما أن جامعة كيب بروتون (التي تعود إلى مقاطعة إيكوس الجديدة الكندية) الأخرى قد تأثرت بقرار المنع السعودي، حيث أن من أصل كل ثمانية طلاب في الجامعة يوجد طالب سعودي مبعوث، إضافة إلى أن مدارس اللغة الأنجليزية ستتضرر بشكل عميق من هذا القرار، و لحد كتابة هذه الأسطر فإنه من غير المعروف إذا كان قرار المنع السعودي يشمل جميع الجامعات الكندية.
للإشارة فإن تكلفة الدراسة في كندا عالية جدا، وتصل بمعدل 20 ألف دولار في العام، و قليل هم الطلبة القادرين على تغطية هذه المصاريف، خاصة و أن تكاليف الدراسة و الحياة تختلف من جامعة  إلى أخرى، و قد يصل الفرق بين مقاطعة و أخرى إلى آلاف الدولارات.
للإشارة جميع الجامعات التي يتلقى بها الطلبة الممنوحين السعوديين درجاتهم العلمية ليست مُدرجة على قائمة أفضل الجامعات الكندية، حيث أن الجامعات ذات السمعة الدولية موجودة في تورنتو(جامعة تورنتو) و كيبيك(جامعة ماغيل) وهاتان الجامعتان هما بين الـ100 أفضل جامعة في العالم.

ا.م

lundi 28 décembre 2015

مهاجرين سوريين وعراقيين يدخلون كندا بطريقة غير شرعية



آدم مير

تمكن عدد من المهاجرين العراقيين والسوريين من دخول الأراضي الكندية بطريقة غير شرعية عبر الحدود المشتركة مع  الولايات المتحدة الأمريكية ، ثم قاموا بتسليم أنفسهم للسلطات المعنية.

عبَّر سكان بلدية "داندي" الواقعة في أقصى الجنوب الغربي للمقاطعة الفرنسية "كيبيك"، و التي لا يزيد عدد سكانها عن 400 شخص، أنهم لاحظوا في الأسابيع القليلة الماضية وصول عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون الحدود الكندية-الأمريكية مشيا على الأقدام، و بعد أن يطمنئوا لوصولهم يطلبون من الأهالي أن يقوموا بإيصالهم إلى السلطات المعنية لتسليم أنفسهم.

و هذه البلدية المتواضعة التي يعتاش أهلها على الزراعة و القريبة من مدينة تورنتو أيضا، تعيش حياة هادئة و بعيدة عن أي ضوضاء، لكن حسب مواطني البلدية، فإنه في الأسابيع الأخيرة وصلت دُفعات متتالية من مهاجرين سوريين، عراقيين و أفغانيين، حيث حصلوا على فيزا إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي وصلوها عبر الطائرة ثم عبروا الحدود إلى كندا.
 ويؤكد الأهالي أن المهاجرين يبدو عليهم أنهم متعلمين ولا تنقصهم الأموال، و منذ اللحظة الأولى للقاءهم بالأهالي يطلبون منهم أن يقوموا بتسليمهم إلى سلطات الهجرة.
 وقال الناطق الرسمي للشرطة الملكية الكندية كاميل هابل:" إنه تمَّ اعتراض عدد من المهاجرين غير الشرعيين و تم تسلميهم إلى سلطات الهجرة." و رفض أن يزيد على ذلك.

و حسب آخر الإحصائيات فإن الحكومة الكندية تلقت خلال العام الجاري 2015، 7424 طلب لجوء، في حين كان عدد طالبي اللجوء في العام الماضي 5872 حالة.
و في تصريح لصحيفة" لا برس" الكندية، قالت رئيسة بلدية داندي، السيدة جان أرمسترونغ:" أنه ليس لديها أي معلومات حول عدد المهاجرين الذين يدخلون بطريقة غير شرعية، و لا تعلم إن كان هذا العدد في ارتفاع."
وعبر أحد الفلاحين عن تخوفه من دخول هؤلاء المهاجرين قائلا:" أنه للمرة الثالثة خلال عدة أيام، التقى مع عدد من المهاجرين بينهم أطفال و نساء."

 و يحصل هؤلاء المهاجرين عادة على فيزا شرعية إلى الولايات المتحدة، ثم ينتقلون إلى كندا، و عادة ما يعبرون الحدود سيرا على الأقدام بعد مسيرة لا تزيد عن ثلاثين دقيقة، و في حال تم اعتراضهم من حرس الحدود، فإنه يتم تسليمهم إلى سلطات الهجرة المعنية، وبشكل عام فإن الحكومة الكندية لا تعطي اللجوء للقادمين من الولايات المتحدة الأمريكية إلا بصعوبة شديدة، خاصة و أن عدد من الأمريكيين يأتون إلى كندا و يطلبون اللجوء السياسي بسبب اعتراضهم على سلطات بلادهم حول قضايا في السياسة الخارجية، كالحرب على أفغانستان و العراق، و لم يحصل أي من هؤلاء على حق اللجوء في كندا.

ا.م

vendredi 25 décembre 2015

خفايا حضور اللاجئين السوريين إلى مونتريال الكندية


آدم ميرا

وصلت مساء 12 ديسمبر/ كانون الأول2015 الدفعة الثانية من اللاجئين السوريين إلى مطار مونتريال، مكونة من 170 لاجئ نصفهم من الأطفال، و لكن رغم التغطية الإعلامية الواسعة والدعم الحكومي لحضور اللاجئين، نشاهد شبه غياب للجمعيات السورية الإنسانية، وقد تواصلت  مع أحد الفاعلين على المستوى الإنساني السوري، و كشف لنا خفايا الوجه الحقيقي لاستقبال اللاجئين السوريين، و في سياق آخر لا زالت التبرعات الكندية تتواصل إلى اللاجئين لدرجة أن المستودعات لم تعد قادرة على استيعابها.


رفض الناشط الإنساني الكندي ذو الأصول السورية  الكشف عن هويته، و صرح أن العديد من الجمعيات السورية وجهت رسائل للحكومة الكندية من أجل المشاركة في مساعدة اللاجئين السوريين، و لكن الحكومة الكندية ردت بالشكر، ولم تكن متحمسة لقبول مشاركتهم في ترتيب أوضاع اللاجئين السوريين.
ويرجع السبب لعدم ترحيب الحكومة الكندية بالتواصل مع الجمعيات السورية، لوجود خلافات عميقة بين الجالية السورية، حيث أن غالبيتها مؤيدة لـ"بشار الأسد"، و أنه تمّ اختراق المعارضة السورية من طرف أشخاص مؤيدين لحكومة نظام البعث السوري، وقد اكتشف المعارضون في وقت لاحق هؤلاء المندسين، مما أدى إلى انشقاقات جديدة بين أعضاء الجالية السورية.
و تُقدم الحكومة الكندية للاجئين السوريين كل الإمكانيات اللازمة لمواجهة الشتاء القارص في كندا، حيث أن اللاجئين قبل خروجهم من المطار، سيتم تصويرهم و أخذ بصماتهم قبل أن يتم تزويدهم بملابس و باحتياجات ضرورية أولية تساعدهم على مواجهة أيامهم الأولى في كندا.

و في سياق متصل، يصرح محدثنا أن التساؤل الكبير حول طبيعة حضور اللاجئين، هل هم من المخيمات، أم هم من الأقليات الإثنية و الدينية، ففي حال أن اختيار اللاجئين على أسس دينية و عرقية فإنه عمليا لم يتم حل المشكلة لأنه بكل بساطة فإن الأقليات ليسوا من سكان المخيمات.
و أضاف إن ما زاد الأمور تعقيدا هو أن الأردن و تركيا توقفتا عن السماح للجمعيات السورية التي ترسل الألبسة المستعملة للاجئين السوريين من الدخول إلى أراضيها، و كانت آخر دفعت تم إرسالها للاجئين في تركيا وسوريا كانت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
في ظل الانقسام بين السوريين، تمضي الحكومة الكندية باتمام مشروعها، حيث سيتم اليوم مساء استقبال الدفعة الثانية الذين سيتم نقلهم إلى أماكن تم ترتيبها من طرف الحكومة بالتعاون مع الجيش، حيث أن رئيس حكومة مقاطعة الكيبيك/الكندية سيكون باستقبال المهاجرين السوريين في مطارمونتريال.

و في حديث آخر مع أحد الناشطين الإنسانيين الكنديين من أصل سوري، رغب بعدم الإفصاح عن اسمه، أن الحكومة الأردنية تقتطع 30 بالمائة من المساعدات التي تصل إلى اللاجئين السوريين، وأن غالبية المساعدات يتم توجيهها إلى لبنان بسبب المعاناة الهائلة للسوريين حيث أن المعونات تكاد تكون غائبة تماما.
من ناحية أخرى.. يبدو أن الإعلام الكندي يلعب دورا في إبراز حقائق معينة، حيث أن  نسبة عالية من اللاجئين القادمين هم من الأرمن، وهؤلاء لهم دعم مميز من طرف الكنائس و جمعيات خاصة بهم، وقد اعتبرت الحكومة الكندية الأرمن من الجالية السورية.
تاريخيا، الأرمن جاؤوا إلى سوريا في الربع الأول من القرن الماضي بعد صراعهم الدموي مع العثمانيين الأتراك، و شكلوا أحياء خاصة بهم في سوريا خاصة في حلب، حيث يوجد الحي الأرمني و هم يعملون في مهن معينة كالميكانيك، و صناعة الذهب وغيرها.
في سياق متصل قال: أن هناك بعض المساجد التي تنشط من أجل مساعدة اللاجئين السوريين، وفي مقدمتهم مسجد الروضة الذي يجمع المساعدات، في حين هناك مساجد أخرى التي تقف ضد الثورة السورية على اعتبارها فتنة و في مقدمتهم مسجد الأتراك الموجود في دورفال في ضواحي مونتريال.

و على رغم الانشقاقات العميقة بين أعضاء الجالية، تستمر التبرعات القادمة من الكنديين بكثافة، حيث أنه المستودعات لم تعد تتسع لاستقبال الكم الهائل من المساعدات.
للإشارة فإنه اللاجئين سيقومون لعدة أيام في مونتريال، قبل نقلهم إلى أماكن استقرار على المدى القصير ستكون في مونتريال،لافال و مدينة كيبيك، و قد تم اتخاذ موقف بتحديد الاتصال بهم لأسباب أمنية.

ا.م

عشرات الآلاف من الدولارات للاجئين السوريين لحضور نشاطات ثقافية كندية


آدم ميرا

المجلس الكندي للفنون، و الممول الاقتصادي سان لايف (Sun Life) يمنحون اللاجئني السوريين الفرصة  بالحضور مجموعة من العروض الفنية  و المسرحية و الدخول إلى بعض المتاحف مجانا بداية من شهر إبريل/نيسان القادم، و قد تم رصد عشرات الآلاف من الدولارات لتغطية هذه المبادرة.

بمبادرة غير مسبوقة من المجلس الكندي للفنون الذي يتلقى تمويله من الحكومة الفيدرالية في أوتاوا، و بمشاركة العملاق الاقتصادي سان لايف(Sun Life)، تم رصد مبلغ 200 ألف دولار كندي من أجل تغطية هذه المبادرة، حيث يقوم المجلس الكندي للفنون بدفع 150 ألف دولار، في حين ستشارك سان لايف(Sun Life) بدفع مبلغ و قدره 50 ألف دولار كندي.
هذا الإعلان يأتي من أجل مساعدة اللاجئنين السوريين بأن يندمجوا بسرعة في الحياة الثقافية الكندية الغنية بالتنوع الثقافي،حيث أن مدينة مونتريال الكندية تحتوي على أكثر من 80 ثقافة، و على عشرات من المتاحف، وهي مدينة ناشطة جدا ثقافيا،حيث يبدأ النشاط الفني و الثقافي مع الربيع ليصل إلى ذروته في الصيف.
و قال السيد سيمون برولت رئيس المجلس الكندي للفنون في تصريح للصحافة الكندية:" نحن نعلم أن الفنون و الثقافة تستطيع أن تكون ملجأ ووجه للتزاوج بين الثقافات، و أن تكون بالوقت نفسه منبعا للإلهام و التضامن." و أضاف:" إن هذه هي الرسالة التي نريد توجيهها إلى القادمين الجدد باسم المجتمع الثقافي و الفني الكندي، و نحن نقول لهم، أهلا و سهلا و سعداء باستقبالكم في مجتمعنا الفني، و نحن ندعوكم إلى نشاطاتنا الثقافية."
في حين صرحت السيدة إزابيل هادون الممثلة لـ سان لايف": نحن نعتقد أن الاندماج بأرض جديدة يمر عبر الاكتشاف الثقافي المحلي، و اللقاء بين الثقافات في أماكن العرض هو من أهم الأماكن للتعارف."
و لمزيد من التفاصيل سيتم الكشف في شهر مارش/آذار القادم عن لائحة هذه النشاطات، و عن المساهمين أيضا في إنجاح هذه المبادرة الثقافية.


و كانت وزيرة التراث ميلاني جولي صرحت في حوار إلى راديو كندا:" إن الأولية بالنسبة للحكومة هومساعدة اللاجئين السوريين بالحصول على سكن لائق و عمل، و في المرحلة الثانية تأتي الفرصة للإطلاع على ثقافة البلاد من خلال حضور الشناطات الثقافية المتعددة."
و تبلغ عادة سعر البطاقة لحضور المتاحف و المسارح بين 20 و 50 دولار في الحد الأدنى، و سيتم توزيع هذه البطاقات على 10آلاف مهاجر من المفترض أن يصلوا إلى كندا خلال الأسابيع القليلة القادمة، و كانت كندا قد استقبلت بعضا من المئات على دفعتين الأولى حطت في تورنتو و الثانية كانت السبت الماضي في مونتريال.

م.ا

mercredi 9 décembre 2015

نائب الرئيس السوري السابق خدام يصف بشار الأسد بـ"الطاغية" و يصف خطة دي مستورا بـ"اللغـم"



آدم ميرا

وصلتني رسالة من خمسة صفحات، من طرف نائب الرئيس السوري السابق "عبد الحليم خدام" المقيم في فرنسا منذ عقد تقريبا، حيث وجه في رسالته انتقادات لاذعة للرئيس السوري بشار الأسد واصفا إياه بـ"الطاغية"، كما انتقد بشدة خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا" ستيفان دي ميستورا" واصفا إياها بأنها تُقسم سوريات إلى كانتونات و بأنها "لُغم".

بدأ نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام رسالته بشن حملة قاسية على الرئيس السوري بشار الأسد، ناعتا إياه بالطاغية الذي دمر بلاده و شتت مواطنيه و قتل شعبه مستخدما كافة الوسائل لسحقهم ، حيث نقرا:" لم يعرف العالم في العصر الحديث حاكما يقتل شعبه ويدمر وطنه ويشتت مواطنيه ويصادر الحريات العامة والفردية ويخرب الاقتصاد الوطني مثيلا للطاغية بشار الأسد الذي استخدم القوات المسلحة وأجهزة الأمن في قتل مواطنيه وتدمير البلاد وفتح أبواب السجون ونشر الفساد."

ووصف النظام السوري بالمجرم الذي زرع الطائفية و الإثنية وحرض الأقليات العرقية و الدينية على الاقتتال، و ووضع سوريا في خطر دون وعي من "الطاغية" بشار الأسد. وقال:" الظلم والقهر والتجويع عوامل أساسية في إثارة الأحقاد والكراهية ضد النظام الذي ارتكب جريمة أخرى باستخدام العصبيات الطائفية والعرقية وتحريض الأقليات وكل ذلك ينتج تمزيق البلاد والصراعات بين المواطنين دون أن يدرك الطاغية أنه وضع سورية في قلب دائرة الخطر."

ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن مؤتمر جنيف الأول، الذي عُقد في سويسرا عام 2012، و تطرق إليه على اعتبار أن نقطة الخلاف الأساسية بين راعيي المؤتمر الأساسيين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا كانت حول بقاء بشار الأسد في الحكم، و أن مادة الخلاف بين الدولتين العظميين تتضمن الكثير من الغموض، و لا تشير صراحة إلى مصير الأسد، و مادة الخلاف حسب رسالة خدام المُوثقة هي:" إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيء بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى ويجب أن تتشكل على أساس الموافقة المتبادلة".

و عبر خدام في رسالته عن الغموض في الوثيقة و المواد الُمدرجة في نص وثيقة جنيف الأولى، كما اعتبر أن النص يفتقد لقواعد اختيار ممثلي الشعب في السلطة الانتقالية. حيث يقول نص جنيف 1 :" استمرار المؤسسات الحكومية والموظفين من ذوي الكفاءات ، فمن الواجب الحفاظ على الخدمات العامة أو استعادة سير عملها ويشمل ذلك فيما يشمل قوات الجيش ودوائر الأمن ، ومع ذلك يتعين على كافة المؤسسات الحكومية بما فيها دوائر الاستخبارات أن تتصرف بما يتماشى مع معايير حقوق الإنسان والمعايير المهنية وأن تعمل تحت قيادة عليا تكون محل ثقة الجمهور وتخضع لسلطة هيئة الحكم الانتقالية.
و أضاف في رسالته، إن الشعب السوري لا يسعى لتدمير الدولة و إلغائها، و إنما هدفه الرئيسي هو إبعاد النظام و تخليص سوريا من زبانيته، وقال:" بالتأكيد هدف الشعب السوري ليس إسقاط الدولة السورية لأن الدولة موضوع والنظام السياسي موضوع آخر ، الهدف إسقاط النظام السياسي، وإسقاط النظام السياسي لا يعني حل مؤسسات الدولة وإنما يجب تطهيرها وتنظيفها". و أشار في حال أنه لم يتم تطهير النظام من أزلامه فإنه سيعود بقوة و بسهولة إلى السلطة عبر استخدام القوة، و ليس بالضرورة و بذات الوجوه و لكن بممثلين عنه، و أضاف:" فإذا لم يحدث ذلك وبقيت أجهزة الأمن كما هي ، وأجهزة الجيش كما هي وأجهزة الاستخبارات كما هي، فإن ذلك سيؤدي إلى عودة النظام بانقلاب عسكري وليس من الضرورة أن يعود بشار الأسد وإنما أن يعين مثيلا له وهذا سيؤدي إلى انهيار المؤسسة الجديدة وانتشار الفوضى في البلاد ونمو التطرف."

و اقترح السياسي المخضرم اللاجئ في فرنسا، أنه كان يجب إضافة نصوص أخرى إلى الوثيقة من أجل محاسبة من شارك بالتدمير والقتل والنهب، كما دعا لانتخابات حرة تضم كافة الأطياف في سوريا، وذكر في رسالته:" هذا النص كان يجب أن يكتمل بمبدأ محاسبة الذين ارتكبوا جرائم القتل والتدمير والفساد لأن ليس كل من عمل في الدولة مسؤول عن سياستها ولكن في بنية الدولة أشخاص فقدوا قدرتهم في الاستمرار في الخط الذي يضمن مصالح البلاد وهذا الخط يحدده الشعب عبر انتخابات حرة وإذا لم يكن ممكنا إجراء انتخابات يعقد مؤتمر وطني شامل لكل أطراف الشعب السوري بمكوناتهم القومية والدينية والسياسية الذين عارضوا النظام المستبد وعملوا على إسقاطه."

فيما بعد انتقل إلى نقطة أخرى، وشن حملة على المبعوث الجديد للأمم المتحدة "ستيفان دي ميستورا" الذي لا يتمتع بأي خبرة ديبلوماسية حسبه، و لم يكن يوما متخصصا في الصراعات الدولية، حيث قال عنه في رسالته:" بعد أربع سنوات ونصف من جرائم القتل والتدمير تحركت الدول الكبرى بهدف إيجاد حل للأزمة السورية ولكنها بقيت مقسمة، الولايات المتحدة أعلنت أن لاحل سياسي بوجود الطاغية بشار وروسيا أعلنت أن لا حل سياسي بغياب بشار الأسد ، وفي هذه الأجواء برز موظف أممي السيد ستافان دي ميستورا الذي أوفده الأمين العام للأمم المتحدة للبحث عن حل سياسي وليس معروف عنه أنه عمل في الأمم المتحدة في ملفات الشرق الأوسط أو في الملف السوري." هذا السياسي "المغمور" قدم مشروعا إلى الأمم المتحدة و تم قبوله دون مناقشة، رغم أن هذا المشروع لا يحقق طموح الشعب السوري، وأضاف:" وقدم مشروعا تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع دون مناقشته، مع أن المشروع فيه ثغرات كثيرة لا تجعله صالحا للتطبيق ."

و قد شرَّح خدام المشروع، و اعتبره خطيرا جدا ليس على سوريا فحسب، بل على المنطقة بأجمعها، و اعتبر أن هذه الوثيقة التي صوت عليها مجلس الأمن تتضمن ثلاث نقاط، حيث تُبقي على بشار الأسد، وتقسم سوريا إلى مناطق عرقية و دينية وهو ما سيؤدي إلى تفكيك سوريا. وقال في رسالته الوثيقة:" الثغرات الكبرى في المشروع هي: أولا : المشروع أبقى على بشار الأسد ونظامه وتجاهل دماء مئات الآلاف من السوريين كما تجاهل الدمار والمعاناة التي يعيشها السوريون .ثانيا : المشروع يؤدي إلى تفكيك الوحدة السكانية والجغرافية لسورية وإقامة تنظيمات حكومية (كانتونات ) تدير كل قسم. ثالثا :  ركز المشروع على وضع الأقليات."

ووجه في النهاية نداء إلى الشعب السوري، و إلى كافة الأطياف السياسية في ائتلاف المعارضة بضرورة التأمل بما يُعرض عليهم، حيث أن الهدف من هذا المشروع هو إسقاط مبادئ سوريا التاريخية المبنية على المساواة و العدالة الاجتماعية، حيث قال:" أتوجه بنداء حار إلى أبناء سورية وإلى التنظيمات السياسية ومنها الائتلاف الوطني أن يتمعنوا بخطورة هذا المشروع , الهدف النهائي هو إسقاط سورية التي حملت مبادئ العدالة والحق والمساواة التي أتى بها الإسلام والديانات السماوية  ووصلت بجهود السوريين إلى حدود الصين وجنوب أوروبا."

وقبل أن يختم رسالته الطويلة، عاد خدام لُيحذر مرة أخرى من مشروع "دي ميستورا" واصفا إياه باللغم، و طالب الجميع بالتوحد للقضاء على الخطر و قال:" مشروع دي ميستورا هو لغم كبير علينا جميعا أن نتجنب السقوط في هذا اللغم , وطنكم أيها الأخوة المواطنون في خطر كبير وبحاجة إلى كل منكم أناشدكم أن تنبذوا خلافاتكم وأن توحدوا جهودكم لإنقاذ سورية الوطن وسورية الشعب ."

و في النهاية تمنى على الله أن يوفق و يرشد الجميع لما فيه خير لمستقبل الأمة، وقال:" أسأل الله أن يرشدنا جميعا إلى ما فيه خير لشعبنا ولأمتنا."


و عبد الحليم خدام هو الابن البار لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، و كان إلى جانب حافظ الأسد منذ اللحظات الأولى من انقلابه في عام 1970، و هذه لمحة عن مسيرة هذا السياسي الذي فضل في نهاية الأمر طلب اللجوء السياسي في فرنسا بعد أن شاهد بأم عينه كيف تم التخلص من رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري لرفضه الانصياع لمطالب النظام في سوريا.

آ.م



عبد الحليم خدام: حافظ أسرار النظام السوري



يُعتبر نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الذي اختار لنفسه منفيا في العاصمة الفرنسية باريس منذ حزيران/ يوينو 2005، حافظا لأسرار نظام البعث في سوريا، لأنه مارس السلطة معه منذ العام 1963 و حتى العام 2005 تاريخ انسحابه الاختياري. و قد كان خدام يعرف جيدا إلى أي جهة يقف، و يعلم جيدا أي الطرق الأقصر للسلطة و الحظوة و القرار، فلذلك لم يكن حزبيا عاديا مثل الآخرين، بل كان رقما مؤثرا في حزب البعث، رغم السطوة التي كان يمارسها حافظ الأسد.

يقول عنه المفكر اللبناني المعروف و زعيم حزب الكتائب السابق" كريم بقرادوني" في كتابه السلام المفقود":" عبد الحليم خدام وفيُّ جدا للرئيس حافظ الأسد فهو الوحيد القادر على الدفاع عن الفكرة و نقيضها الخاصة برئيسه".

و لكن دائما لا تسير الأمور كما يشتهي الملاح، فيبدو أن خدام في القريب العاجل، وعندما سينشر مذكراته سيقول أشياء قاسية في حق حافظ الأسد، وربما منبع المرارة التي يعيشها الرجل، أنه يشعر أنه الأحق بخلافة نظام كان هو أحد صانعيه، بينما وجد منذ العام 2000 تاريخ وفاة حافظ الأسد، و تسليمه مُجبرا السلطة لـ" بشار"، وشاهد بأم عينه كيف بدأ هذا الأخير بالقيام بممارسات أخذت تدريجيا البلاد إلى شفير الهاوية.

و رغم أنه لم يعبر عن مرارته، لكننا نقرأ تصريحاته المستمرة ضد شخص بشار الأسد، على أنه ليس جديرا بالسلطة؟ و لكن هل حقيقة خدام هو الرجل الجدير بخلافة حافظ الأسد الذي حكم سوريا بالنار و الدم، وروض الشعب السوري الذي كان صعب المراس؟ حيث طيلة 35 عاما استطاع أن ينزع من الشعب السوري كل رغبة بالتمرد و التغيير، خاصة بعد مجازر مدينة حملة التي راح ضحيتها في حدود 35 ألف قتيل.

عبد الحليم خدام، الذي كان مسؤولا عن السياسة الخارجية طيلة سنوات طويلة في عهد الأسد، إلى أن أصبح نائبا للأب و الابن،قرر في النهاية الانسحاب بهدوء، بعد أن وجد أصدقاءه و أقرب المقربين له يتخلون عنه ليرتموا في أحضان السلطة. ويمكن إبراز أهم النقاط في حياة خدام على الشكل التالي:

- ولد في مدينة بانياس الساحلية عام 1932.

- عبد الحليم خدام ينتمي إلى أسرة مسلمة سنية.

- دخل حزب البعث وهو في الـ17 من عمره.

1951- الجامعة السورية بدمشق من كليه الحقوق.

1947- 1964 - أمينا لشعبه الحزب في بانياس.

1954- 1964- عمل في المحاماة ، في بانياس واللاذقية.

1964- 1966- محافظ حماة.

1966 -1967 – محافظ القنيطرة.

1967 - 1969- محافظ دمشق.

1969- 1970- وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية.

1970 -1971 - شغل عضوية القيادة القطرية المؤقتة بعد الحركة (التصحيحية).

1970 -2000- نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية.

1971 -2005- انتخب عضوا في القيادة القطرية.

1984 2005- نائب رئيس الجمهورية.

2005- عضو في اللجنة المركزية لحزب البعث.

- لدى وفاة الرئيس حافظ الأسد عام 2000 عُين خدام رئيسًا لسورية لمدة 37 يومًا باعتباره النائب الأول للرئيس الراحل إلى أن تولى الرئيس بشار الأسد سدة الحكم حيث بقي خدام نائبًا للرئيس.

- ألف عبد الحليم خدام عدة كتب منها "النظام العربي المعاصر، قراءة الواقع واستشفاف المستقبل".

- 6 ديسمبر/ كانون الأول 2005 ذكرت صحيفة السياسة الكويتية "إن سلطات النظام السوري صادرت جميع ممتلكات عبد الحليم خدام، نائب رئيس الجمهورية السابق، وأولاده، وبموجب هذا القرار لم يعد لخدام ما يملكه في بلده". وجاءت هذه المصادرات بعد انتقاد خدام للنظام السوري.

- 12 يوليو/تموز 2005 أصدر بشار الأسد قرارًا أعفى بموجبه عبد الحليم خدام من مناصبه في القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية.



للإشارة.. يتم الحديث دائما عن الحركة التصحيحية، وهو اسم للحركة الانقلابية التي قام بها حافظ الأسد ضد رفاقه في البعث، وتسلم السلطة من بعدها و سجن رفاقه حتى الموت، وكان أشهرهم الرئيس نور الدين الأتاسي الذي قضى بالسجن و رفض حافظ الأسد إطلاق سراحه، رغم الوساطات التي قام بها العديد من الرؤساء العرب و منهم الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، و الأتاسي كان أحد الذين شاركوا في الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، وكان طبيبا عالج الكثير من المجاهدين الجزائريين، و عند وفاته قامت القيادة الجزائرية بتسمية مشفى في باب الوادي على اسم الرئيس الراحل، ويوجد في الجزائر العديد من المعارضين السوريين الذين فروا إليها بعد انقلاب 1970، وأشهرهم إبراهيم ماخوس الذي كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيس الأتاسي.

آ.م