dimanche 28 février 2016

La faute de Qui!

François Bugingo

Djemila Benhabib

Adam Mira

Au dernier temps, les médias ont démasqué deux journalistes(…): Djemila Benhabib (d'origine russe bien qu’elle dise qu’elle d’origine algérienne, elle est née d’une mariage mixte entre un algérien et russe et elle est née en Russie) et François Bugingo d'origine rwandaise, les deux soi-disant ont commis des fautes graves en inventant des articles de toutes pièces comme Bugingo, ou de copier des passages complets des articles des journaux et des revues et magazines français afin de les utiliser dans ses articles comme Benhabib.

Malheureusement les  deux personnes ont dupé les québécois pendant des années, surtout Bugingo qui a dupé le peuple pendant plus de deux décennies et l'autre Benhabib qui a trouvé dans l’Islam comme un sujet de business, surtout que l'Islam après l'attaque terroriste de 11 septembre 2001 est devenu rentable pour beaucoup de personnes qui ont bien profité de cette situation en dupant les gens qui ne savent rien sur l'Islam et qui ont soifs de comprendre le phénomène de mouvement islamique qui fait la terreur un peu partout dans la monde.

-      Mais la question comment ces gens-là osent-ils de nous duper?

Pour répondre à cette question, on doit comprendre que les deux personnes sont immigrants et essayer de faire leur place dans la société québécoise, et chacun a trouvé que la meilleure solution soit d'être hostile à tout ce qui faire peur à la société comme par exemple l'Islam.
Dans une société anti-religion où la majorité n'a pas lu la Bible, alors pour le Qur'an qui reste une énigme pour la majorité, dans ce cas il émerge une personne  qui se montre qu'il sait tout, bien sûr, il connait tout parmi les gens qui n'ont jamais lu  un seul texte sur l'Islam, et devant cette ignorance, la personne qui vient afin d’expliquer certaines choses très simples en islam et pour les ignorants sont des mystères, cette personne-là devient une star, surtout qu’elle parle de façon qui plait les gens, et elle continue d’être star jusqu’au jour où les ignorants découvrent que la personne star n’était qu’un opportuniste et profiteur qui a utilisé tous les moyens afin de gagner l’argent et de duper les gens.

Malheureusement, il n’y a pas loi qui nous protège de ces gens dangereux à la société et à notre génération, car ils utilisent nos valeurs pour passer leurs messages empoisonnés!

Je crois que l’Autorité  doit décréter une loi contre ces gens-là afin de nous protéger de leur poison!                                                                                     A.M


mercredi 24 février 2016

المعارض التونسي منصف المرزوقي : سأبقى في تونس أناضل حتى تنهار الديكتاتورية و أسير حرا



هذا حوار صحفي أجريته منذ عدة سنوات مع الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي عندما كان في صفوف المعارضة، أعيد نشره على مدونتي من جديد، و نجد أن المرزوقي بقي محافظا على قناعاته.

منذ عام تقريبا أجريت حوارا مع الدكتور و المعارض التونسي منصف المرزوقي، و قد أثار وقتها الحوار ردة فعل عنيفة من طرف السلطات التونسية، وقد كتب يومها أحد الصحفيين في المهجر " أن الصحيفة التي نشرت الحوار مع المرزوقي تأخذ أوامرها من الجنرالات، و أن هناك أزمة مبطنة بين الجزائر و تونس" وقد انتهى التعليق هنا، و يبدو أن الطبيب المعارض قدره دائما أن تُثار حوله الكثير من الإرهاصات، رغم أنه لا يد له في ذلك، فهو يقول دائما الحقيقة، و يمتلك القدرة على التشخيص الثاقب للأزمة التي يمر بها نظام زين العابدين بن علي، إضافة إلى رؤيته الميزة حول إمكانيات و قدرة المعارضة التونسية على صنع البدائل.
تحدثت إليه.. فأخبرني أن أوباش النظام يلاحقونه، و هو الآن في شبه إقامة جبرية ، و هو ممنوع من الهاتف و الانترنيت و من الاتصال بأحد، ولولا أن لديه هاتفا نقالا دوليا لتم عزله بشكل نهائي عن العمل، و أشار لي أن أسرته موجودة في فرنسا، بينما هو موجود في تونس، و أكد لي أنه لا يمكنه أن يتنازل عن نضاله ضد نظام بن علي المتعفن. و كانت تونس قد سحبت سفيرها من العاصمة القطرية الدوحة، بعد قيام قناة الجزيرة بحوار مع المرزوقي، و اتهمت الحكومة التونسية قناة الجزيرة في بيان أصدرته وزارة الخارجية أن القناة القطرية لها أجندة  محددة ضد الحكومة التونسية وهو ما نفته القناة على لسان مديرها وضاح خنفر.

آدم ميرا

- الخبر الأسبوعي: يبدو أنك أثرت أزمة دولية؟
- منصف المرزوقي: في الحقيقة أنا ليس لي يد في ذلك، و لكن الأمور تسير باتجاه غريب،حيث أنني اليوم(الأحد) مشيت في الطريق في منطقة حمام سوسة بالقنطاوي، فكان يجري بعض أزلام النظام ورائي و قالوا لي " يا خائن، يا عميل لقطر، والذي أخذ سيارة من أمير قطر، يا..يا.." ثم رموا علي امرأة  كانت تصرخ على اعتبار أن هناك تحرش جنسي، ثم جاءني  ثلاثة شبان أوباش وهددوني بالاعتداء الجنسي، و كان كل ذلك يتم على مرأى و مسمع من البوليس الذي كان يحرضهم ، و البوليس لديه أوامر بملاحقتي اللصيقة ومتابعتي في كل مكان، لدرجة أن الشارع أصبح ممنوع عليَّ وهذا هو انتقام مني.

- الخبر الأسبوعي: بدأ النظام يمارس ضدك سياسة من مستوى متدني جدا؟
- منصف المرزوقي: إنه مستوى حقير من المضايقات و هو شيء لم يسبق له مثيل، و أعتقد أن هذا هو بداية الغيث وليس نهايته، لأن الأزمة السياسية في تونس بلغت ذروتها.

- الخبر الأسبوعي: ما هي الطريقة التي تستطيع فيها أن تواجه هذه المضايقات؟
- منصف المرزوقي: كان من الممكن أن أبقى في باريس و أصدر البيانات و أدعو الناس إلى التحريض من أجل المطالبة بحرياتهم و حقوقهم المدنية، و لكن أنا فضلت العودة إلى تونس، و منها يمكن القيام بمقاومة مدنية مثل الشعوب التي قامت بمقاومة مدنية  في أوكرانيا و غيرها و انتصرت، و لكن المشكلة الآن هي ليس أمامنا خيارات كبيرة، وهو ما يعني أنا أمامنا التعفن أو العنف، فهذا النظام غير قابل لأي مصالحة أو إصلاح، وهو متعنت و يمشي في عجرفة، و يجب علينا أن نقوم بثورة سلمية مدنية ضد النظام.

- الخبر الأسبوعي: هل تعتقد أن الوقت مناسب، أو أن التربة خصبة و مؤهلة لدى الشعب للقيام بثورة سلمية؟
- منصف المرزوقي: أنا أعتقد أن الناس قد وصلوا إلى نتيجة أن هناك أزمة سياسية و اقتصادية و أخلاقية و أصبح لديها استعداد للتوجه إلى العنف، وربما المقاومة المدنية هو آخر حل قبل التوجه إلى العنف، لأنه بعد ما جرى ويجري في العراق،حيث يذهب الشباب إلى هناك من أجل التمرين ثم يعودون، و أصبح هناك نزعة إلى العنف لأن هناك الضغط و القهر الذي يمارسه هذا النظام على الشعب التونسي لم يكن له مثيل، فلذلك يجب العمل المدني ضد النظام السياسي، و يجب أيضا إعطاء الشباب فكرة و هي أنه هناك إمكانية للتأثير على النظام بالمظاهرات و الاعتصامات بحيث تكون النتيجة أحسن من اللجوء إلى العنف.

- الخبر الأسبوعي: في الحوار الأخير الذي أجريته معكم قبل عام تقريبا، أخبرتني أن المعارضة غير قادرة على صنع البديل للنظام، هل لا زال لديكم هذا الرأي أم تبدل؟
- منصف المرزوقي: أنا ما زلت على هذا الرأي، و ازدادت قناعتي بذلك، لأن المعارضة لا يمكن لها أن تعمل إلا في ظل مناخ ديمقراطي، بمعنى أن تكون موتور تحريضي في ظل هارموني كامل حتى يكون للمعارضة معنى، لكن تحت ديكتاتورية شرسة لا يوجد إلا مقاومة مسلحة أو مقاومة مدنية ، و إلا كيف يمكنني أن أُعارض بحيث أنني لا أستطيع أن أتحدث، لا أستطيع أن ألتقي بالناس، لا أستطيع أن أمشي في الشارع، بعد كل ذلك .. أين هي المعارضة، خاصة و أن هذا النظام خبيث جدا، حيث صنع بعض الأحزاب و ترك هامش بسيط جدا حتى يعطوا واجهة ديمقراطية، و الناس تعلم أن هذه الأحزاب ليست سوى ديكور. الأحزاب المعارضة ستتحرر، عندما يكون لها دور و عندما تكون هناك ديمقراطية، لكن في الوضع الحالي ليس هناك أي حظوظ لها.

- الخبر الأسبوعي: هل تعتقد أن الدولة تدفع الناس للقيام بالعنف؟
- منصف المرزوقي: نعم، أنا أعتقد هذا، حيث أن ذلك ربما يتم عن غير وعي، ونحن بطبيعتنا نقترب من هذا الخط الأحمر،خاصة و أن هناك من يرفع الحجاب بالعنف،وهذه قضية هِمة و شهامة و كرامة، حيث أنه يجب أن لا تتعرض المرأة لرفع الحجاب بالقوة. و لكن هناك من هو داخل المنظومة، أي من يدفع للعنف، لأنه في حال وقعت أحداث عنف، فإنه في ذلك الوقت سيتم الحديث عن الأمن و استتباب الأمن و الإرهاب و يتحدثوا مع أصدقائهم في العالم حول الإرهاب، فلذلك أجد أن دوري الرئيسي أن يقع تحرك و لا يقع عنف، ربما يكون خيار طوباوي و لكن كمناضل في حقوق الإنسان و طبيب هذا هو الشيء الوحيد الذي من الممكن أن أكون متمسك فيه.

- الخبر الأسبوعي: حاليا حضرتك محروم من الانترنيت و من جميع الاتصالات؟
- منصف المرزوقي: نعم، و الشيء الوحيد الذي أملكه هو هذا الهاتف النقال لأنه مسجل بفرنسا، و مسموح فيه لأنهم يسجلون المكالمات و يراقبونها ولولا ذلك لقطعوه، و أنا ليس لي الحق بالانترنيت، و ليس لي الحق في السير في الشارع.

- الخبر الأسبوعي: هل أنت تعيش مع أُسرتك؟
- منصف المرزوقي: لا.. أسرتي موجودة في فرنسا، و أنا موجود في منزلي، حيث يقوم بعض الأقارب و الأصدقاء بزيارتي، لذلك أنا وضعي خطير جدا، حيث من الممكن أن يعتدوا عليَّ في بيتي خاصة و أنني وحدي.

- الخبر الأسبوعي: هل قمت ببعض الخطوات من أجل حماية شخصك على الأقل فيزيائيا؟
- منصف المرزوقي: لا.. ما هي قدرة شخص وحيد ضد عصابة مجرمين يحركها البوليس السياسي، في حال أنهم قرروا مصيري أو أي شيء ضدي، فالنتيجة أنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يحميني.

- الخبر الأسبوعي: لكن ألا تعتقد أن نظام زين العابدين بن علي يلقى دعما دوليا رغم ما يمارسه من قمع ضد الشعب؟
- منصف المرزوقي: دعم دولي هذا شيء مبالغ فيه، و لكن يمكن القول الغرب، و لكن الغرب هو مجتمعات مدنية، وهذه المجتمعات كلها ضد زين العابدين بن علي لأنها تساند وتدعم الديمقراطية، ونحن بفضل هذا الدعم الغربي ما زلنا أحياء نرزق، و حتى بالنسبة للدول التي تدعمه أعتقد أن هناك أربع دول فقط تدعم نظام بن علي هي فرنسا و أمريكا و إسبانيا و إيطاليا لأسباب جغرافية،في حين أن هناك دول مثل السويد و النرويج لا تقوم بدعم نظام بن علي بشكل كبير، إذن يجب علينا أن لا نبالغ بأن هناك دعم دولي حيث هناك دعم من طرف تلك الدول الأربع التي تدعم بن علي لأسباب إستراتيجية و تعتقد أن شخص بن علي مهم لها لأنه يحافظ على مصالحها، و لا ننسى أن له دعم كبير من إسرائيل لأنه معترف بها.

- الخبر الأسبوعي: هل ستسمر بالإقامة بتونس و تستمر في مقاومة النظام؟
- منصف المرزوقي: طبعا سأستمر في نضالي و أنا مصر على ذلك أكثر من أي وقت مضى، و سأحتل موقعي في تونس حتى تنهار الديكتاتورية و أستطيع أن أسير في شوارع تونس حرا دون أن تلاحقني جحافل النظام.
ا.م






mardi 16 février 2016

فريد الغادري: رئيس حزب الإصلاح السوري في واشنطن

 فريد الغادري* رجل أعمال سوري يُقيم في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، يُجهر بعدائه للنظام السوري منذ سنوات طويلة، ويؤيد قيام علاقات طبيعيةمع إسرائيل، أجريت معه هذا الحوار في واشنطن منذ عدة  سنوات، و كأن التاريخ يأبى أن يتغير.

بقلم: آدم ميرا.

1-     لماذا عندما تطرح نفسك تقول أنك مسلم سني، هل تؤمن بالدولة الطائفية؟
ج: بداية أنا جزء من حركة سياسية ثقافية ديمقراطية وطنية تنادي بالمساواة بين الجميع، وسيادة القانون تنفي التمايز والتفاضلية على أساس أي انتماء سوى الوطني. أما حينما يسألني أي صحفي عن هويتي فأقر بواقعي الذي ليس فيه ما يخجل، لا أظنه عيبا أن يصرح المرء بهويته الدينية والثقافية التي يعتز بها، ولا يمكن لأحد أن يخرج من جلده، وبهذا لا أضع معتقداتي وقناعاتي بتعرض مع الآخرين أو فوقهم، ونحن على قناعة تامة أن التنوع الأثني والديني في سوريا بمثابة مصدر إثراء وليس خلل في النسيج الوطني السوري. وبنفس الوقت الإعتراف بالخصوصية لأية فئة من مكونات وشرائح الشعب السوري من الأسس التي ترتكز عليها الديمقراطية،ونعتقد أن تغييب أي طرف بذريعة الإختلاف الديني أو الأثني ليس إلا سعيا مفضوحا لهيمنة شريحة على أخرى كما فعل البعث وهذا مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا.

2-    منذ فترة طرحتم إعلان على موفعكم من أجل محاكمة البعثيين في أمريكا، هل هذا سيشمل بعثيو ما قبل نظام الأسد، و ما هي آلية المحاكمة و على ماذا تعتمد؟
ج:هنا لابد من الاتأكيد على فكرة أساسية، أننا نتعارض مع الإرهاب البعثي وإقصائية البعث، أي لا ننهي عن شيء ونأتي بمثله، وبالتالي للجميع حق طرح فكره بعيدا عن الإقصائية والتفاضلية الطائفية، والترويج السلمي. وهذا ما نفتقر له في سوريا منذ استلاب البعث للسلطة. أما الملف القضائي فنحن لسنا طرفا فيه، نحن لا نقاضي أحدا، الشعب السوري هو الذي يقاضي، وباعتبار القانون مغيب في سوريا ويخدم السلطة ضد الشعب نقوم على مساعدة المتضررين ممن اتصلوا بنا من أجل وضع قضاياهم أمام محكمة عادلة وحيادية تكفل لهم حقوقهم. وهذا واجبنا أمام أهلنا، وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى تقارير وصلتنا ومئات الوثائق تشير بوضوح أن نظام أسرة أسد حين انقض على مدينة حماة في مطلع الثمانينات لم يستثن دور عبادة تخص المسيحيين من أديرة وكنائس. وكان يشيع أنه يطارد الإسلاميين، وقتل في هذه المدينة ما يزيد على ثلاثين ألف مواطن  جلهم من الشيوخ والنساء والأطفال ممن لم يتمكنوا من الفرار.

3-     أنت رجل أعمال ما الذي أدخلك إلى السياسة، خاصة و أنك موجود خارج سوريا منذ أكثر من  25سنة؟
ج:حقيقة كنت منهمكا في مجالات عمل مختلفة تأخذ جل وقتي، وممارستي للسياسة غالبا نظرية وأقل منها عملية، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر المدمرة، لم يعد الوقوف على الحياد مجديا، إذ تمت محاولة تشويه المقدسات، وربط بعضهم الإسلام الحنيف بالإرهاب، وهو الدين السمح الذي انتشر بالكلمة الطيبة والإقناع، وبحكم انتمائي وراهني وجدت نفسي معنيا بالمجريات مباشرة، وليس بمقدور أحد في مثل وضعي الوقوف على الحياد. وفي تداولاتنا مع أبناء جلدتي وخصوصا السوريين المقيمين في أمريكا برزت فكرة تشكيل حركة ديمقراطية تنفي ما يطال تاريخنا وحضارتنا من تشويه، وحركتنا تعارض قتل الإنسان من أجل القتل لمجرد اختلاف الند عرقيا أو مذهبيا. وبعد عدة اجتماعات انتخبني زملائي رئيسا لهذه الحركة، وهكذا كانت بداية نشاطنا في حزب الإصلاح السوري، وما زلت أبذل قصارى جهودي من أجل أن نوضح للمواطن السوري المغيّب أن الديمقراطية صارت ضرورة وليس ترف. نعتقد أن تناول الشأن الوطني السوري العام من واجب كل السوريين، وبمقدور رجال الأعمال السوريين في المهجر أن يساهموا بقسطهم في جلب الديمقراطية لسوريا، وأكرر أن هذا واجبنا نحو شعبنا.

4-     هل أنتم على اتصال مع أطراف المعارضة الأخرى السورية و العربية؟
ج: لابد من توضيح مسألة نعتقدها مهمة في أوساط المعارضة السورية لتوضيح بعض التناقضات والرواسب القديمة التي تؤخرنا. هناك من يسعى جاهدا لاحتكار المعارضة وحصرها بشخصه، وتشكلت شريحة أو طبقة "نبلاء" و"ارستقراطيين" معارضين مخضرمين، وحصروا ولوج باب المعارضة من قبل أي فصيل ناشيء يحمل برنامج مختلف قد يلفت انتباه الجماهير يقابل من طبقة هؤلاء المعارضين النبلاء باللوم والتقريع والتصغير والتكفير وحتى التخوين أحيانا،  ويواجه معارضة داخل المعارضة، ولتشق طريقك وتطرح برنامجك عليك أن تحصل على صكوك مصداقية من "كارتل النبلاء" ولتصير معارضة "شريفة" يجب أن تحصل على شهادة حسن سلوك من النظام نفسه. هذه التناقضات من إرث الماضي وهي الآن في طريقها للزوال أو النزاع الأخير، وهناك بوادر خير ونتواصل مع معظم الأطراف المعارضة ولنا علاقات بدرجات متفاوتة. ونعتقد أن المعارضة لتثبت مصداقيتها اليوم عليها أن تكون واضحة وصريحة في موقفها من النظام، لا يمكن أن تكون معارض وبنفس الوقت موالي للسلطة. الفرز في أوساط المعارضة أنجزته الجماهير الشعبية وهي التي تصنف القوى النشطة بين مداهنة ومراهنة ومتناقضة مع الدكتاتورية. المعارضة تنقسم بين ساع لتغيير النظام وناشط لترميمه. أما نحن فنعتقد بنفاذ صلاحيته وحان موعد استبداله بخير منه والكلمة الفصل للشعب السوري.

5-    ما هي الطريقة التي تجدونها لتغيير النظام في سوريا؟
ج: النظام الدكتاتوري في سوريا يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويحتضر، لذلك هذا يحتاج لتضافر جهود السوريين ورغم محاولات إشغال المعارضين بمناوشات وتصنيفات تعيقهم عن انجاز مهامهم في الإطاحة بدكتاتورية أسرة أسد. وإن طال قعود هذا النظام على كاهلنا فهو يدفع بالوطن لهاوية وتفاصيل قد لا تحمد عقباها. ونأمل أن يجنب الوطن مخاطر كثيرة وأن ينسحب من السلطة ويترك السوريين يحكمون أنفسهم بأنفسهم. وصناديق الاقتراع هي الحكم الفصل وليس البوليس والمخابرات. من جهة أخرى نحن نعارض معارضة تامة لأن يكون وطننا مطية للإحتلال الداخلي أو الاستعمار الخارجي. وهذا من ثوابت حركتنا الوطنية ولا خلاف على ذلك في حزب الإصلاح السوري أو أطراف التحالف الديمقراطي السوري. النظام السوري سيتغير على أيدي السوريين ونطالب المجتمع الدولي بمساندتنا وممارسة الضغود الخارجية وكشف حقيقة وواقع المجرمين بحق السوريين.

6-     هل تفكرون في عقد مؤتمر للمعارضة السورية لتوحيد الجهود؟
ج:نحن على اتصال مع كافة أطراف المعارضة من أجل تحقيق لقاء يضم كافة الأطراف التي تطرح استبدال النظام وإسقاط الدكتاتورية حصرا، ونحاول إقناع من يراهن على إصلاح النظام وترميم البعث بأن تكون مصلحة الشعب فوق أي اعتبار وعلينا أن نعمل بدأب من أجل إزاحته، وسوف نكشف في مؤتمرنا القادم عن آلية التغيير وإزاحة السلطة البعثية التي صارت حقيقة تنتظر التنفيذ، والانتظار ليس في صالح أحد.

7-     التقيتم مع مسؤولين في واشنطن، هل يمكن أن نعرف ماذا جرى، و ما هي خططكم القادمة؟
ج: نحن على علاقة حسنة مع الاتحاد الأوربي والإدارة الأمريكية ودائما نحثهم لممارسة الضغود على نظام أسد، وفي كل لقاءاتنا نبحث مسألة حكم الشعب السوري نفسه بنفسه دون وصاية من أحد. وبما أن الأنظمة الدكتاتورية لا تستطيع خدمة نفسها ولا حلفائها، وصار بينا أنه يشكل خطرا على السوريين وعلى الآخرين بذات القدر، و تلقينا وعودا جدية في هذا المنحى ونحاول جاهدين لتوظيف كافة الجهود في صالح قضية الشعب السوري وإشاعة الديمقراطية.

8-    يقال أن حزبكم يقدم أموال كثيرة في سوريا لكسب الأصوات، أرجو أن تخبرنا عن ذلك؟
ج: حزب الإصلاح السوري لا يختلف في هيكله التنظيمي عن أية حركة ديمقراطية، أما ميزانية ومالية حزبنا تأتي حصرا من رجال الأعمال السوريين، وتشرف على صرفها لجنة مالية مسؤولة وتراقب أصولا، وقد صرحنا أكثر من مرة أننا لا نمانع من كشف فتح حساباتنا المالية بمنتهى الشفافية ونعتبر مثل هذه الإدعاءات عارية من الصحة ولا تستحق التعقيب عليها.

9-    ما هو حجم وجودكم في سوريا و الخارج؟
رغم حداثة عمرنا السياسي نجزم بأن وجودنا في الداخل ورغم سرية نشاط حزبنا وحظره، تشير معطيات اللجنة التنظيمية في الحزب لتنامي باهر والانخراط في فروع التنظيم الداخلية والخارجية على مستوى عال، ولا يقل عددنا عن أكبر التنظيمات المعارضة. ومع هذا نكثف جهودنا من أجل التوسع أكثر وأكثر والنتائج إيجابية لا تعني سوى التشجيع والعمل مستمر. 

من هو فريد الغادري؟ 
فريد الغادري ولد في سوريا عام 1941 في حلب، استقر في بداية الثمانينات في الولايات المتحدة الأمريكية وتخرّج الغادري من الجامعة الأمريكية في واشنطن (مقاطعة كولومبيا) في 1979بدرجة جامعية علمية في المالية. عمل في العديد من الشركات الضخمة في أمريكا ذات الشهرة العالمية. في سنة 1983 بدأ يعمل لحسابه الخاص وفي سنة 1989 حالفه الحظ في الأسهم الأمريكية فربح أموالا طائلة ليصبح فيما بعد من كبار رجال الأعمال المعروفين في أمريكا. وهو كان في فترة من الفترات وللمفارقة يحمل ثلاث جنسيات: السورية والأمريكية والسعودية. وظل يحتفظ بالجنسية السعودية منذ أواسط السبعينات إلى عام 1996 حيث تخلى عنها كما يقول، ولكن الأرجح أنها سُحبت منه لأنه كان يطالب من الولايات المتّحدة بتشكيل جمعية "أمريكيين من أجل سعودية حرّة". وهو يقول في ذلك: "لما كنت أحمل الجنسية السعودية كنت أنادي بالحرية والديمقراطية في السعودية، مثلما أنادي اليوم بالحرية والديمقراطية في سوريا".
   بعد أحداث 11 أيلول اجتهد الغادري لتأسيس "حزب الإصلاح السوري"، وتحقق له ذلك فيما بعد. ويدعو الحزب إلى إعادة بناء سوريا على أسس "ديمقراطية ليبرالية". وينص الدستور الذي يقترحه الحزب على تشكيل مجالس تشريعية وتنفيذية للمحافظات الأربع عشرة في سوريا، على نمط مجلس الشيوخ الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى الجمعية العامة (البرلمان). الحزب عقد سلسلة مؤتمرات في الفترة بين 2001 و2004 في واشنطن وبروكسل لقوى المعارضة السورية في الخارج، وهو يفاخر بعلاقاته الوطيدة بالأجهزة الأمريكية. جاء في وثيقته التأسيسية: "يتمتع الحزب بالدعم الضمني من قبل العديد من المنظمات ورجال السياسة في الإدارة الأمريكية، وتربط قيادته عموماً ورئيسه فريد الغادري خصوصاً علاقات وثيقة بالكونجرس الأمريكي حيث يحظى بدعم كبير، إضافة إلى دعم وسائل الإعلام الأمريكية التي أشادت بالفكر الديمقراطي للحزب وقيادته وجدارته".

dimanche 14 février 2016

Comment vaincre le terrorisme au Nord d'Amérique?


La semaine passée, le premier ministre canadien Justin Trudeau a diffusé son plan pour vaincre le terrorisme au Moyen-Orient.

Pour moi, c'est un plan inutile, parce que notre pays dépense l'argent en Irak et en Syrie sans avoir aucun résultat dans les prochains mois, en réalité pour vaincre le terrorisme il faut commencer par ici, et je crois que les personnes qui ont écrit le plan de notre pays concernant le terrorisme au Moyen-Orient, elles ne connaissent pas vraiment la situation de cette région pleine de conflits et de litiges.

J'ai un plan au long terme afin de vaincre le terrorisme sans pays un seul sous, et nous serons capable de vivre en toute sécurité sans avoir un attentat sur notre sol.

Mon plan concerne l'Irak et la Syrie et à long terme nous pourrons avoir un pays en sécurité à cent pour cent, surtout que notre premier ministre M. Trudeau a changé la politique internationale de notre pays et avec cette pensée il a épargné notre pays à 50 pour cent d'avoir un acte terroriste.

Je suis prêt à servir mon pays!

                                                                                       Adam Mira

jeudi 11 février 2016

الخبير في الجماعات الإسلامية د. أنطوان بصبوص : الإيرانيون يضحون بشيعة عراقيين لضرب الأمريكيين

هذا الحوار أجريته منذ عدة سنوات لصالح صحيفة الخبر الجزائرية، و أعيد نشره الآن و كان التاريخ يُعيد نفسه من جديد مع أبو بكر البغدادي.


علينا أن نتقبل الآخر، هذا ما يريد قوله الخبير و المتخصص في الجماعات الإسلامية, الدكتور أنطوان بصبوص في حواره مع"الخبر" و يطرح وجهة نظره الخاصة حول أمريكا و العراق و الزرقاوي و الفكر الوهابي، و مهما كانت رؤيتنا لأفكاره التي لاقت رواجا كبيرا في الغرب، علينا أن نستمع إليها، فهي الطريق للوصول إلى الآخر.

حوار: آدم ميرا

-الخبر:هناك حديث عن القاعدة في العراق، برأيكم متى بدأت القاعدة تنشط فيه؟
- د· أنطوان بصبوص : الوجود الأول لتنظيم القاعدة ربما يعود لسنة 1999، حيث تبين أخيرا عقد مؤتمر حضره الظواهري، وبقي هذا طي الكتمان. لدي شهادة من إسلاميين سعوديين يقولون أن الزرقاوي وصل إلى العراق عام 2001عندما تبين لصدام أن المعركة مع أمريكا آتية، و أنه بحاجة إلى رص الصفوف و التقرب من بن لادن و الإسلاميين. هذه الشهادة اعتمد عليها لأن الشخص الذي أعطاني إياها أعرفه منذ 12 عاماً وهو غير مغرض. يبدو أن ملك الأردن  طلب من صدام حسين تسليمه الزرقاوي و لم يفعل· بمعنى أن الزرقاوي كان موجوداً في العراق تحت ظل صدام حسين، وصدام يستطيع القول بأنه كان موجوداً في إقليم كردستان على الحدود الإيرانية، وأن الجيش و الأمن العراقيين لم يكونا يستطيعان الوصول إلى هذه المنطقة لأنها كانت خارجة عن سيطرته. القاعدة في العراق جذورها تمتد على الأقل إلى سنة 2001· كما نذكر عشية الحرب في مارس 2003، كان هناك معسكر لـ «أنصار الإسلام» على الحدود الإيرانية، وربما كان هناك المعسكر الأول للقاعدة في العراق ما قبل الاجتياح الأمريكي· لكن الأمور تطورت فيما بعد وأصبح سقوط  بغداد انطلاقة لنظرية أرض الإسلام و أرض الكفار، ووجود جيش محتل، وعلى أساس ذلك تم استجلاب المتطوعين الجهاديين التكفيريين لقتال الأمريكيين·
لكن هنا اختلطت الأمور، فإذا بهم يتحولون من مقاتلة الأمريكيين إلى مقاتلة الشيعة، وكل من شايع الأمريكيين حتى ولو كانوا سنة، ولكن المعركة الأساسية اليوم، أصبحت معركة ضد الشيعة لأن الأمريكيين انسحبوا جزئيا من التعاطي والاختلاط مع الشعب وتركوا المجال للأمن العراقي الذي دربوه، وبما أن السنة قاطعوا إلى حد بعيد مؤسسات الدولة الجديدة، فإذا بالأمن يكون بأكثرية شيعية· فبنظر الزرقاوي والوهابيين وبن لادن، كل ما يتعلق بالدولة العراقية هو «ذنب لأمريكا»· وفي الفكر الوهابي والبن لادني يتم اعتبار الشيعة كـ»هراطقة»· ويجب إما قتلهم، وإما اعتناقهم الدين السليم وهو المذهب السني، وكما نعرف جميعاً فقد غزا الوهابيون مدينة كربلاء سنة 1802 وخلال 8 ساعات نهبوها وسرقوا كل الهدايا والتماثيل والمرصعات التي كانت على قبر الإمام الحسين، وعادوا بهم، وقتلوا أكثر من ثلاثة آلاف شخص· بمعنى كره الوهابية للشيعة ليس حديثا، ففكر الزرقاوي وبن لادن وفكر القاعدة والوهابية يعتبر الشيعة أكثر فسقاً وعداءً من اليهود والنصارى· اليوم المعركة واسعة وما نشهده في العراق رهيب، بمعنى أن الهجوم على مساجد الشيعة أكثر بكثير من الهجوم على القواعد الأمريكية، والخسائر التي يمنى بها الحرس الوطني والجيش العراقيين أكبر بكثير من الخسائر التي يٍمنى بها الأمريكيون· والمعركة الأساسية اليوم تجري في مثلث الموت جنوب بغداد، هناك توجد نقطة الاتصال بين الجنوب الشيعي وبغداد بقسمها الشيعي، المعركة القائمة هي معركة تطهير طائفي يجريه أنصار الزرقاوي لطرد الشيعة من هذا المثلث ولقطع الطريق بين الجنوب الشيعي والأحياء الشيعية في بغداد· يريدون حصار بغداد و تطهيرها من الشيعة مستقبلا والبداية كانت في طرد الشيعة من المثلث المذكور لعزل المدن الشيعية (كربلاء، النجف, الحلة والبصرة وغيرها) عن بغداد حيث يقيم الشيعة في أحياء فقيرة جدا·

-الخبر: تحدثت أن يريد أن يعزل بغداد عن الجنوب... لماذا؟

- د· أنطوان بصبوص: يعتبر الزرقاوي ان بغداد عاصمة الخلافة العباسية والشيعة فيها طارؤون، ويجب على هذه المدينة أن تبقى "طاهرة" وأن يخرجهم من الأحياء القصديرية. وهو لا يريد الالتحام بين الأكثرية الشيعية في الجنوب وبغداد، ويخشى مستقبلا أن تصبح بغداد شيعية بأكثريتها، فهذا ربما من منطلق طائفي عنصري إلى حد ما، منطلق تطهير عرقي، رغم أنهم عرب.
-الخبر: برأيك هل كان هناك اتصال بين صدام حسين وجماعة القاعدة؟
- د· أنطوان بصبوص : انطلاقا من عام 2000 و 2001 جرى هناك اتصال، لكن قناعتي – حتى يثبت العكس– أن صدام لا علاقة له و لا معرفة بما جرى في 11سبتمبر. انعدام الدليل يثبت أن ليس له علاقة. فبن لادن لا يشارك صدام الذي يعتبره »غير مسلم وكافر« خاصةً وأنه لا يرغب بأي مساعدة مادية أو خبرة أو أي عون. نفذها بسرية مطلقة وبإمكانياته، فصدام لا علاقة له بأحداث 11 سبتمبر، لكن ابن صدام «عدي» بارك 11 سبتمبر وهنأ العرب وقال هذه أول ضربة يصيب بها مسلمون وعرب أمريكا بمقتل·
-الخبر: منذ أيام صرح أياد علاوي رئيس الحكومة العراقي السابق أن أبو نضال زعيم تنظيم المجلس الثوري لم ينتحر، إنما قتلته المخابرات العراقية، بعد رفضه التعامل مع الجماعات السلفية؟
- د· أنطوان بصبوص : قناعتي أن النظام العراقي أراد التخلص منه، و أعتقد على الأقل أن صدام كان يريد أن يبيض صفحته و يزيل عنه تهمة إيواء «إرهابيين» دوليين·
-الخبر:إذا ··· لماذا استقبله؟
- د· أنطوان بصبوص : كان لديه مهمات أوكلها له في يوم ما، وعندما انتهى من أداء دوره، أنهاه. الأنظمة الديكتاتورية تستخدم أناس أو حركات لمصلحتها، وعندما تصبح مزعجة تصفيها· وهذا ليس المثال الأول على هذه التصرفات·
-الخبر: إذن ··· الزرقاوي ليس شخصية وهمية؟
- د· أنطوان بصبوص : أنا أعتقد أن الزرقاوي شخص نادرا ما وُجد من أمثاله في القاعدة، فهو يدير المعركة الوحيدة اليوم بين القاعدة وأمريكا. وبقي بن لادن يتلطى في جبال أفغانستان، والظواهري مختفي كذلك، وعدد كبير من كوادر الدرجة الثانية ألقي القبض عليهم، أو قتلوا. فالزرقاوي ليس رجلاً وهمياً ··· بل هو رجل فاعل، لديه كاريزما، وزعامة وتخطيط ولديه قدرة على استقطاب عدد كبير من التكفيريين والجهاديين، يذهبون إلى العراق خاصة للانضمام إلى الزرقاوي، وعدد الانتحاريين في صفوفه شيء رهيب، فلو كان هذا الرجل غير موجود أو كان ضعيفاً فما استطاع أن يُجند ويؤطر ويوجه هذه الضربات التي نراها كل يوم· وبينها هجمات انتحارية رهيبة· فالزرقاوي قائد ارهابي ظلامي ولكنه فعال·
-الخبر: برأيك كم عدد أفراد الفاعلين في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين؟
- د· أنطوان بصبوص : لا أدري··· يُقال 2000 شخص، ليس لدي أي دليل على ذلك، لكن فاعليتهم كبيرة جدا··· لأنهم انتحاريون، لأنهم يعتمدون على البعثيين وعلى العسكر القديم لصدام في جمع المعلومات والاستطلاع والاستخبار بالنسبة للأهداف التي يجب ضربها، لأن الأجانب عن العراق لا يستطيعون الإطلاع عليها بشكل دقيق و كثيف ويومي، فمن هذه الزاوية التقارب بين القاعدة والبعثيين السابقين والسلفيين العراقيين وضباط الجيش السابقين ضاعف فاعلية الزرقاوي وتنظيمه، أضف إلى ذلك كميات من المتفجرات لا يُستهان بها تركها نظام صدام السابق، وتركها الأمريكيون لمن يعبث بها، أضف إلى ذلك كميات كبيرة من المال وهي موضوعة إما داخل العراق أو في المصارف السورية، فهذا الحلف بين البعث والجيش من جهة وتكفيريي ومجاهدي الخارج بزعامة الزرقاوي من جهة أخرى··· يعطي مفاعيل قوية جدا·
-الخبر: برأيك ما هي جنسية الفاعلين في القاعدة؟
- د· أنطوان بصبوص: من مختلف الجنسيات، منهم من أتى من السعودية، الكويت، السودان، سوريا، فلسطين، مصر, ليبيا, الجزائر, المغرب··· وحتى من أوربا· فهناك عدد من المقاتلين الذين قُتلوا في الفلوجة بينهم بعض الفرنسيين، وهناك من اُعتقل في العراق وجرى تسليمه، وهناك من أُبلغ عن وجوده في صفوف المقاتلين إلى السلطات الفرنسية.
*الخبر: برأيك لماذا تأخر أبو مصعب الزرقاوي في بيعته لأسامة بن لادن؟
- د· أنطوان بصبوص: أعتقد أن أسامة بن لادن كان محرجاً في وقت من الأوقات من الزرقاوي، وهذا الأخير فاعل وكاد أن يتجاوز بكفاءته ونشاطه مرجعية بن لادن الميدانية· فإذا بهذا الأخير يتبناه، وإذا بالزرقاوي يعلن بيعته، فهناك مصلحة مشتركة·
بن لادن يقول عبر الزرقاوي أنه موجود في العراق، والزرقاوي عبر بن لادن يجذب الكثير من الجهاديين والتكفيريين، لأن صورة بن لادن في العالم الإسلاموي أكبر من صورة الزرقاوي. ولكن نجم الزرقاوي في صعود، فلذلك كانت مصلحة الفريقين التحالف، واسم بن لادن في هذه الصفوف كان اسماً براقاً أكثر من الزرقاوي في نهاية العام 2004.
-الخبر: الآن هناك جيل ثاني من القاعدة دون العودة لاستشارة الأمير؟
- د· أنطوان بصبوص: أولا الاتصالات مع الأمير الأول لم تعد سهلة، فدروب أفغانستان شاقة، ومراقبة من كل الدول المجاورة ومراقبة من الجو، وهناك رقابة على الاتصالات.
ثانيا بن لادن يبتعد عن كل ما يعطي أي إشارة الكترونية حتى لو كان راديو للاستماع· وهو لا يعتمد إلا على المراسلين، فالتعليمات لم تعد تصل بسهولة فلذلك الفكر يغذي الناشطين، وبناء عليه يتحركون من دون تعليمات، من دون هرمية· ما جرى في مصر في شهر أفريل هو دليل على أن هذه الحركية لا تنتظر تعليمات الذين عندهم الفكر، يشاطرون بن لادن فكره، يبحثون عن إمكانيات وهي بسيطة، خاصة عندما يكون هناك رغبة في قتل الذات والانتحار(···). اليوم صار هناك ظاهرة من يركبون موجة بن لادن دون استشارته، يناصرونه دون تلقي معلومات أو تعليمات لأنهم يشاطرونه العقيدة ويتصرفون على هذا الأساس وهنا يكمن خطر الغد.
-الخبر: برأيك هل توجد القاعدة الخلفية للزرقاوي في سوريا و الأردن؟
- د· أنطوان بصبوص: أنها غير موجودة في الأردن، لأن هذه القاعدة تحتاج إلى غض النظر من السلطات وعطف أو تعاون· فالأردن يبحث عن الزرقاوي بنفس الدرجة التي يبحث فيها عنه الأمريكيون، فهو كان ينوي تنفيذ عمليات في الأردن· بينما سوريا كانت ومنذ مارس 2003 تراهن على إغراق الأمريكيين في وحول العراق، وجعل العراق فيتنام جديدة حتى تبقي على الوضع القائم لمصلحتها في لبنان، فرهاناتها كانت خاسرة، ولكنها لا زالت تغض النظر، تساعد قليلا، وعندما تشتد الضغوط تعطي بعض التنازلات ومنها أخيراً تسليم سبعاوي, الأخ غير الشقيق لصدام، على أمل أن يتركها الأمريكيون، فعندما قدموه للأمريكيين قال هؤلاء : سلمناكم قائمة بتسعة قياديين يبقى الثمانية الآخرون، أين هم، وهم يسكنون في أماكن حددناها لكم. فسوريا هي القاعدة الخلفية، وهو ما يتضح يوميا...
-الخبر: برأيك هل سيقوم الزرقاوي بتوسيع نشاطه إلى الدول المجاورة، خاصة الخليجية منها؟
- د· أنطوان بصبوص: يُروى أن له علاقات أوسع من المنطقة الموجود فيها، تمتد حتى أوروبا فعدد من خريجي معسكراته وزملائه، كانوا على علاقة بتفجيرات مدريد، وقيل أنهم على علاقة بانفجارت الدار البيضاء، وكان بعضهم موجود في إيطاليا· الزرقاوي هو الرجل الذي يشع أكثر من أي طرف آخر، اليوم بن لادن يعطي الأولوية للعراق دون أن يهمل السعودية، كل أسبوع هناك مناوشات بين القاعدة والسلطة· لكننا شاهدنا في الفترة الأخيرة حركات إرهابية في الكويت وقطر، كل هذا الدول حدودها افتراضية، الناس تستطيع التنقل، وفكر الوهابية منتشر في هذه المنطقة، وما شاهدنا في قطر هو ما حصل في مصر، هذا الشخص الذي فجر نفسه بالمسرح لم يكن أي دليل يشير الى انتمائه.
-الخبر: لماذا لم يظهر الزرقاوي في تسجيل مصور؟
- د· أنطوان بصبوص: هناك صورا التقطت له، ولكن يبدو أنها تمت بدون رغبته، وقد اعترف ببعضها، وهذا من التدرؤ والحذر· إنه في حرب، ومطلوب وعليه التخفي، فهو كما يقال يوما يلبس الدشداشة ويوما يلبس الجينز، ويوما يضع لحية ويوما يحلق... فهو يعرف أنه مطارد، فلذلك تنكره مستمر.
-الخبر: برأيك ما هو مستقبل القاعدة؟
- د· أنطوان بصبوص: على المدى القصير هي بخير· على المدى المتوسط والبعيد لا أدري، القاعدة عندها جذور فكرية عميقة في عدد من البلاد الإسلامية، الفكر الوهابي الذي أنتج القاعدة هو دين الدولة في السعودية· وعند القاعدة ما يكفي من الأموال، فمعركتها في العراق تكلفها 800 ألف دولار في الشهر، في حين تكاليف الجيش الأمريكي هي 5 مليارات من الدولارات· وقد شبًَهتُ القاعدة في العراق سابقاً بالجيا في الجزائر· وإذا لم تستطع حكومة بغداد أن تخلق الطلاق بين المجتمع السني وبين الزرقاوي فستتحول الحرب في العراق إلى حرب أهلية بين الشيعة والسنة، ولن تستطيع الدولة أن تثبت أقدامها· على الحكم العراقي أن يجذب العدد الأكبر إليه من الطائفة السنية الذين لا ينتمون إلى الفكر الوهابي ويريدون بناء دولة مشتركة، فلا يمكن القضاء على الزرقاوي إلا بهذه الطريقة، أي بجعله سمكة خارج المياه. إلى أن يصل الطلاق بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه لدرجة أن يصبح أقلية فينسحب أو ينكسر. هذه المعركة الأولى في يومنا هذا وهي تدور في العراق. اما مستقبل القاعدة في المدى البعيد فهو مرتبط بعوامل عدة اولها نجاح المسلمين في عزل هذا التيار الذي يسيء الى الاسلام ويؤسس لحروب مذهبية وأُخرى بين الديانات الكبرى· وتقدم العالم الاسلامي مرتبط بانصرافه عن هذا الفكر المتطرف الذي يشده الى الوراء· فالمعركة هي فكرية عقائدية بالدرجة الاولى ترافقها قوى الامن والعدالة والتضامن الدولي ولا تستبدلها·

-الخبر: لو مات الزرقاوي هل ستنتهي القاعدة؟

- د· أنطوان بصبوص: لا... لو مات الزرقاوي العقيدة موجودة، لكن المشرفين عليها ليس بالضرورة أن يكونوا بكفائته أو بإقدامه· مع العلم أن هذه الطريقة إجرامية لدرجة أنها تقتل الكثير الكثير من الأبرياء· فالزرقاوي عندما نشر خبر إصابته هلل الكثير من العراقيين، لأنه يريد قتل المجتمع الذي لا يمشي معه.
*الخبر: لكن الزرقاوي على علاقة طيبة مع الإيرانيين؟
- د· أنطوان بصبوص: هنا نعود إلى حبائل الاستخبارات، إن الإيرانيين يضحون بشيعة عراقيين لضرب الأمريكيين عبر القاعدة، وهو تنظيم سني وهذه من حبائل الاستخبارات!!

-الخبر: يعني الزرقاوي يخدم أطراف أمنية؟

- د· أنطوان بصبوص: يخدم فكر القاعدة ويستفيد من لقاءات تكتيكية مع أعداء أمريكا ولكنهم يستفيدون منه أكثر، فالإيرانيين يريدون إشغال الأمريكيين في العراق حتى لا ينبروا لسؤالهم عن برنامجهم النووي، هذه ألعاب وسياسيات يدفع ثمنها المواطن العراقي.

-الخبر: برأيك المعركة في العراق ستطول؟

- د· أنطوان بصبوص: لا أستطيع أن أقول لك كيف ستنتهي، ولكنها لن تنتهي بوقت قريب· حتى الآن الأميركيون قتلوا أو قبضوا على عدد من مساعدي الزرقاوي واستولوا على كمبيوتره الشخصي، فربما كل هذا سيفضي للقبض عليه حيا أو ميتا، وربما سيستطيعون أن يفككوا جهازه، ولكن أحيانا التاريخ يتوقف على لحظة إصابة شخصية ما لها دور هام· لا أريد أن أضرب بالغيب.
لكن مفتاح الحل في العراق هو مقدار مشاركة الأقلية السنية في الحكومة المركزية وجذبهم إليها، فهم منذ 14 قرنا كانوا في السلطة وإذا بهم اليوم يجدون أنفسهم خارج السلطة، فهم لا يقبلون هذا التهميش، هناك عنصر آخر وهو في غضون كم من الوقت تستطيع الحكومة العراقية أن تبني جيشا، وهذا الجيش يقول للأميركيين نحن لم نعد بحاجة إليكم، نحن نستطيع أن ندير شؤوننا بأنفسنا· حتى الآن النجاح لم يكن حليف بناء هذا الجيش.

-الخبر: برأيك هل ستخرج أمريكا من العراق؟

- د· أنطوان بصبوص: طبعا ستخرج. أنا أعتقد أن الأمريكيين ليسوا احتلاليين· همهم كان الرد على ضربة 11سبتمبر، فالرد الأول كان في أفغانستان، والرد الثاني كان داخل المنطقة العربية، والعراق الخطوة الأولى لإخضاع السعودية التي صدّرت الفكر والمال والرجال، والذين ضربوا أميركا هم بأكثريتهم سعوديين· لم يكن من السهل على الأميركيين مهاجمة السعودية وهي أول مصدر للبترول، لكنهم أرادوا مهاجمة عقيدتها الوهابية، فحاولوا الالتفاف لضرب صدام لأنه الرجل العاصي على الأمم المتحدة وهو الذي لم يطبق 16 قرارا دوليا، وهو ديكتاتور خاض حروباً ضد دول الجوار، فملفه كان سهلاً· كانوا يريدون وضع إمكانيات العراق البترولية الهائلة بتصرف السوق الدولي· ثم يتطلعون إلى السعودية دون قلق من حدوث بلبلة في الأسواق· فهذا الأمر لم ينجح· فضربتهم للعراق كانت سياسية· أرادوا القول للعرب : نحن نستطيع أن نرد في قلب العالم العربي على ضربة 11 سبتمبر. ومن الناحية الاقتصادية كانوا يريدون تثمير البترول العراقي ووضعه في الأسواق، حتى يستطيعوا الانصراف للسعودية وليقولوا لها: يجب عليكِ إعادة النظر في الفكر الوهابي، في توزيع أموال على الإسلامويين و في تصدير الثورة.
فباعتقادي, الأمريكيون لا يريدون البقاء في العراق طويلا، ربما العراقيون يطلبون منهم أن يكون لهم وجود في قاعدة لسبب أو لآخر كما في العديد من دول العالم. رغبتهم أن يخرجوا ويسلموا هذه المهمة إلى الجيش العراقي.

-الخبر: هل ستتغير سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العراق بعد رحيل بوش من البيت الأبيض؟


- د· أنطوان بصبوص: رحيل بوش سيتم بعد 3 سنوات ونصف، لا ندري من سيأتي بعده، وكيف تكون الحالة في العراق، اليوم بعد سنتين وشهرين من الحرب، عدد القتلى الأميركيين لا يتجاوز إلا بقليل الـ 1700 جندي، لكن كلفتها عالية، وهذه الحرب ومفاعيلها الإقليمية أعطت بوش دورا كبيرا في المنطقة: أخرج سوريا من لبنان، أعطى دفعاً لعدد كبير من الإصلاحات التي يرغب بها الشعب العربي وتحاربها الأنظمة· كل هذا ربما لو استمر وأعطى نتائج مقبولة سيكون لدور بوش مردوداً إيجابياً: » ضربنا ديكتاتوراً، وإذا بنا ندفع بالديمقراطية رويداً... رويداً في العالم العربي «· فخليفة بوش المحتمل ربما يقول أنه يجب علينا أن نكمل المشوار. الأكيد أن المجتمع الأمريكي لا يستطيع أن ينظر إلى العالم العربي مثلما كان يفعل من قبل. فكل شيء تغير.
آ.م