mardi 16 février 2016

فريد الغادري: رئيس حزب الإصلاح السوري في واشنطن

 فريد الغادري* رجل أعمال سوري يُقيم في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، يُجهر بعدائه للنظام السوري منذ سنوات طويلة، ويؤيد قيام علاقات طبيعيةمع إسرائيل، أجريت معه هذا الحوار في واشنطن منذ عدة  سنوات، و كأن التاريخ يأبى أن يتغير.

بقلم: آدم ميرا.

1-     لماذا عندما تطرح نفسك تقول أنك مسلم سني، هل تؤمن بالدولة الطائفية؟
ج: بداية أنا جزء من حركة سياسية ثقافية ديمقراطية وطنية تنادي بالمساواة بين الجميع، وسيادة القانون تنفي التمايز والتفاضلية على أساس أي انتماء سوى الوطني. أما حينما يسألني أي صحفي عن هويتي فأقر بواقعي الذي ليس فيه ما يخجل، لا أظنه عيبا أن يصرح المرء بهويته الدينية والثقافية التي يعتز بها، ولا يمكن لأحد أن يخرج من جلده، وبهذا لا أضع معتقداتي وقناعاتي بتعرض مع الآخرين أو فوقهم، ونحن على قناعة تامة أن التنوع الأثني والديني في سوريا بمثابة مصدر إثراء وليس خلل في النسيج الوطني السوري. وبنفس الوقت الإعتراف بالخصوصية لأية فئة من مكونات وشرائح الشعب السوري من الأسس التي ترتكز عليها الديمقراطية،ونعتقد أن تغييب أي طرف بذريعة الإختلاف الديني أو الأثني ليس إلا سعيا مفضوحا لهيمنة شريحة على أخرى كما فعل البعث وهذا مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا.

2-    منذ فترة طرحتم إعلان على موفعكم من أجل محاكمة البعثيين في أمريكا، هل هذا سيشمل بعثيو ما قبل نظام الأسد، و ما هي آلية المحاكمة و على ماذا تعتمد؟
ج:هنا لابد من الاتأكيد على فكرة أساسية، أننا نتعارض مع الإرهاب البعثي وإقصائية البعث، أي لا ننهي عن شيء ونأتي بمثله، وبالتالي للجميع حق طرح فكره بعيدا عن الإقصائية والتفاضلية الطائفية، والترويج السلمي. وهذا ما نفتقر له في سوريا منذ استلاب البعث للسلطة. أما الملف القضائي فنحن لسنا طرفا فيه، نحن لا نقاضي أحدا، الشعب السوري هو الذي يقاضي، وباعتبار القانون مغيب في سوريا ويخدم السلطة ضد الشعب نقوم على مساعدة المتضررين ممن اتصلوا بنا من أجل وضع قضاياهم أمام محكمة عادلة وحيادية تكفل لهم حقوقهم. وهذا واجبنا أمام أهلنا، وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى تقارير وصلتنا ومئات الوثائق تشير بوضوح أن نظام أسرة أسد حين انقض على مدينة حماة في مطلع الثمانينات لم يستثن دور عبادة تخص المسيحيين من أديرة وكنائس. وكان يشيع أنه يطارد الإسلاميين، وقتل في هذه المدينة ما يزيد على ثلاثين ألف مواطن  جلهم من الشيوخ والنساء والأطفال ممن لم يتمكنوا من الفرار.

3-     أنت رجل أعمال ما الذي أدخلك إلى السياسة، خاصة و أنك موجود خارج سوريا منذ أكثر من  25سنة؟
ج:حقيقة كنت منهمكا في مجالات عمل مختلفة تأخذ جل وقتي، وممارستي للسياسة غالبا نظرية وأقل منها عملية، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر المدمرة، لم يعد الوقوف على الحياد مجديا، إذ تمت محاولة تشويه المقدسات، وربط بعضهم الإسلام الحنيف بالإرهاب، وهو الدين السمح الذي انتشر بالكلمة الطيبة والإقناع، وبحكم انتمائي وراهني وجدت نفسي معنيا بالمجريات مباشرة، وليس بمقدور أحد في مثل وضعي الوقوف على الحياد. وفي تداولاتنا مع أبناء جلدتي وخصوصا السوريين المقيمين في أمريكا برزت فكرة تشكيل حركة ديمقراطية تنفي ما يطال تاريخنا وحضارتنا من تشويه، وحركتنا تعارض قتل الإنسان من أجل القتل لمجرد اختلاف الند عرقيا أو مذهبيا. وبعد عدة اجتماعات انتخبني زملائي رئيسا لهذه الحركة، وهكذا كانت بداية نشاطنا في حزب الإصلاح السوري، وما زلت أبذل قصارى جهودي من أجل أن نوضح للمواطن السوري المغيّب أن الديمقراطية صارت ضرورة وليس ترف. نعتقد أن تناول الشأن الوطني السوري العام من واجب كل السوريين، وبمقدور رجال الأعمال السوريين في المهجر أن يساهموا بقسطهم في جلب الديمقراطية لسوريا، وأكرر أن هذا واجبنا نحو شعبنا.

4-     هل أنتم على اتصال مع أطراف المعارضة الأخرى السورية و العربية؟
ج: لابد من توضيح مسألة نعتقدها مهمة في أوساط المعارضة السورية لتوضيح بعض التناقضات والرواسب القديمة التي تؤخرنا. هناك من يسعى جاهدا لاحتكار المعارضة وحصرها بشخصه، وتشكلت شريحة أو طبقة "نبلاء" و"ارستقراطيين" معارضين مخضرمين، وحصروا ولوج باب المعارضة من قبل أي فصيل ناشيء يحمل برنامج مختلف قد يلفت انتباه الجماهير يقابل من طبقة هؤلاء المعارضين النبلاء باللوم والتقريع والتصغير والتكفير وحتى التخوين أحيانا،  ويواجه معارضة داخل المعارضة، ولتشق طريقك وتطرح برنامجك عليك أن تحصل على صكوك مصداقية من "كارتل النبلاء" ولتصير معارضة "شريفة" يجب أن تحصل على شهادة حسن سلوك من النظام نفسه. هذه التناقضات من إرث الماضي وهي الآن في طريقها للزوال أو النزاع الأخير، وهناك بوادر خير ونتواصل مع معظم الأطراف المعارضة ولنا علاقات بدرجات متفاوتة. ونعتقد أن المعارضة لتثبت مصداقيتها اليوم عليها أن تكون واضحة وصريحة في موقفها من النظام، لا يمكن أن تكون معارض وبنفس الوقت موالي للسلطة. الفرز في أوساط المعارضة أنجزته الجماهير الشعبية وهي التي تصنف القوى النشطة بين مداهنة ومراهنة ومتناقضة مع الدكتاتورية. المعارضة تنقسم بين ساع لتغيير النظام وناشط لترميمه. أما نحن فنعتقد بنفاذ صلاحيته وحان موعد استبداله بخير منه والكلمة الفصل للشعب السوري.

5-    ما هي الطريقة التي تجدونها لتغيير النظام في سوريا؟
ج: النظام الدكتاتوري في سوريا يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويحتضر، لذلك هذا يحتاج لتضافر جهود السوريين ورغم محاولات إشغال المعارضين بمناوشات وتصنيفات تعيقهم عن انجاز مهامهم في الإطاحة بدكتاتورية أسرة أسد. وإن طال قعود هذا النظام على كاهلنا فهو يدفع بالوطن لهاوية وتفاصيل قد لا تحمد عقباها. ونأمل أن يجنب الوطن مخاطر كثيرة وأن ينسحب من السلطة ويترك السوريين يحكمون أنفسهم بأنفسهم. وصناديق الاقتراع هي الحكم الفصل وليس البوليس والمخابرات. من جهة أخرى نحن نعارض معارضة تامة لأن يكون وطننا مطية للإحتلال الداخلي أو الاستعمار الخارجي. وهذا من ثوابت حركتنا الوطنية ولا خلاف على ذلك في حزب الإصلاح السوري أو أطراف التحالف الديمقراطي السوري. النظام السوري سيتغير على أيدي السوريين ونطالب المجتمع الدولي بمساندتنا وممارسة الضغود الخارجية وكشف حقيقة وواقع المجرمين بحق السوريين.

6-     هل تفكرون في عقد مؤتمر للمعارضة السورية لتوحيد الجهود؟
ج:نحن على اتصال مع كافة أطراف المعارضة من أجل تحقيق لقاء يضم كافة الأطراف التي تطرح استبدال النظام وإسقاط الدكتاتورية حصرا، ونحاول إقناع من يراهن على إصلاح النظام وترميم البعث بأن تكون مصلحة الشعب فوق أي اعتبار وعلينا أن نعمل بدأب من أجل إزاحته، وسوف نكشف في مؤتمرنا القادم عن آلية التغيير وإزاحة السلطة البعثية التي صارت حقيقة تنتظر التنفيذ، والانتظار ليس في صالح أحد.

7-     التقيتم مع مسؤولين في واشنطن، هل يمكن أن نعرف ماذا جرى، و ما هي خططكم القادمة؟
ج: نحن على علاقة حسنة مع الاتحاد الأوربي والإدارة الأمريكية ودائما نحثهم لممارسة الضغود على نظام أسد، وفي كل لقاءاتنا نبحث مسألة حكم الشعب السوري نفسه بنفسه دون وصاية من أحد. وبما أن الأنظمة الدكتاتورية لا تستطيع خدمة نفسها ولا حلفائها، وصار بينا أنه يشكل خطرا على السوريين وعلى الآخرين بذات القدر، و تلقينا وعودا جدية في هذا المنحى ونحاول جاهدين لتوظيف كافة الجهود في صالح قضية الشعب السوري وإشاعة الديمقراطية.

8-    يقال أن حزبكم يقدم أموال كثيرة في سوريا لكسب الأصوات، أرجو أن تخبرنا عن ذلك؟
ج: حزب الإصلاح السوري لا يختلف في هيكله التنظيمي عن أية حركة ديمقراطية، أما ميزانية ومالية حزبنا تأتي حصرا من رجال الأعمال السوريين، وتشرف على صرفها لجنة مالية مسؤولة وتراقب أصولا، وقد صرحنا أكثر من مرة أننا لا نمانع من كشف فتح حساباتنا المالية بمنتهى الشفافية ونعتبر مثل هذه الإدعاءات عارية من الصحة ولا تستحق التعقيب عليها.

9-    ما هو حجم وجودكم في سوريا و الخارج؟
رغم حداثة عمرنا السياسي نجزم بأن وجودنا في الداخل ورغم سرية نشاط حزبنا وحظره، تشير معطيات اللجنة التنظيمية في الحزب لتنامي باهر والانخراط في فروع التنظيم الداخلية والخارجية على مستوى عال، ولا يقل عددنا عن أكبر التنظيمات المعارضة. ومع هذا نكثف جهودنا من أجل التوسع أكثر وأكثر والنتائج إيجابية لا تعني سوى التشجيع والعمل مستمر. 

من هو فريد الغادري؟ 
فريد الغادري ولد في سوريا عام 1941 في حلب، استقر في بداية الثمانينات في الولايات المتحدة الأمريكية وتخرّج الغادري من الجامعة الأمريكية في واشنطن (مقاطعة كولومبيا) في 1979بدرجة جامعية علمية في المالية. عمل في العديد من الشركات الضخمة في أمريكا ذات الشهرة العالمية. في سنة 1983 بدأ يعمل لحسابه الخاص وفي سنة 1989 حالفه الحظ في الأسهم الأمريكية فربح أموالا طائلة ليصبح فيما بعد من كبار رجال الأعمال المعروفين في أمريكا. وهو كان في فترة من الفترات وللمفارقة يحمل ثلاث جنسيات: السورية والأمريكية والسعودية. وظل يحتفظ بالجنسية السعودية منذ أواسط السبعينات إلى عام 1996 حيث تخلى عنها كما يقول، ولكن الأرجح أنها سُحبت منه لأنه كان يطالب من الولايات المتّحدة بتشكيل جمعية "أمريكيين من أجل سعودية حرّة". وهو يقول في ذلك: "لما كنت أحمل الجنسية السعودية كنت أنادي بالحرية والديمقراطية في السعودية، مثلما أنادي اليوم بالحرية والديمقراطية في سوريا".
   بعد أحداث 11 أيلول اجتهد الغادري لتأسيس "حزب الإصلاح السوري"، وتحقق له ذلك فيما بعد. ويدعو الحزب إلى إعادة بناء سوريا على أسس "ديمقراطية ليبرالية". وينص الدستور الذي يقترحه الحزب على تشكيل مجالس تشريعية وتنفيذية للمحافظات الأربع عشرة في سوريا، على نمط مجلس الشيوخ الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى الجمعية العامة (البرلمان). الحزب عقد سلسلة مؤتمرات في الفترة بين 2001 و2004 في واشنطن وبروكسل لقوى المعارضة السورية في الخارج، وهو يفاخر بعلاقاته الوطيدة بالأجهزة الأمريكية. جاء في وثيقته التأسيسية: "يتمتع الحزب بالدعم الضمني من قبل العديد من المنظمات ورجال السياسة في الإدارة الأمريكية، وتربط قيادته عموماً ورئيسه فريد الغادري خصوصاً علاقات وثيقة بالكونجرس الأمريكي حيث يحظى بدعم كبير، إضافة إلى دعم وسائل الإعلام الأمريكية التي أشادت بالفكر الديمقراطي للحزب وقيادته وجدارته".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.