vendredi 9 octobre 2015

مذكرات مغربي اخترق الجماعات الإسلامية الجزائرية لصالح المخابرات الفرنسية


آدم ميرا

يسرد العميل المغربي "عمر نصيري" في كتابه" في قلب الجهاد" قصة حياته، و كيف كان عضوا نشطا في الجماعات الإسلامية الجزائرية المسلحة في"بلجيكا"، و كيف قام بشراء السلاح إلى" الجيا" ، و قام فيما بعد بتهريب السلاح إلى الجزائر عبر المغرب، و كيف عمل طيلة سنوات لصالح الجماعات الإسلامية، وكان في الوقت ذاته يعمل لصالح المخابرات الفرنسية التي كانت تمده بالأموال و التعليمات.
كما يسرد كيف انتقل إلى عمل أوسع حيث سافر إلى أفغانستان و تدرب في معسكرات "القاعدة" و تعرف على قيادات القاعدة، كما انتقل بعدها للعمل في لندن بطلب من المخابرات الفرنسية التي طلبت منه العمل مع المخابرات البريطانية، و انتهى به المطاف في ألمانيا حيث قدم اللجوء السياسي حيث يعيش مع زوجته تحت اسم مستعار و هوية جديدة.

في كتاب صدر باللغة الانجليزية عام 2006 تحت اسم " في الجهاد.. حياتي مع القاعدة" و الصادر عن دار ألمانية، و تم ترجمته إلى اللغة الفرنسية تحت اسم" في قلب الجهاد" و صدر عن الدار الفرنسية "Flammarion" في 445 صفحة، يسرد العميل المغربي الذي اختار لنفسه اسما مستعارا" عمر نصيري" من أجل أن يسرد حياته، و تجربته في صفوف الجماعات الإسلامية الجزائرية المسلحة"الجيا" و فيما بعد تعاونه مع المخابرات الفرنسية، الانجليزية و أخيرا لجوئه إلى ألمانيا طلبا للجوء السياسي، بعد أن أصبح مهددا من الجميع بالقتل، وبعد أن جمع معلومات ضخمة لصالح عدة أجهزة أمنية تخص نشاط الجيا و القاعدة في أفغانستان، كما أنه نشط بشكل مكثف في لندن و استطاع اختراق الجيا و القاعدة، و قدم عنهم معلومات قيمة إلى أجهزة الأمن، إلى أن قرر في نهاية المطاف أن يُنهي تعامله مع الجميع، و يقدم اللجوء السياسي في ألمانيا بمعرفة المخابرات الفرنسية، ويتزوج من امرأة مسلمة، و يؤكد في كتابه أن حياته و حياة أسرته مهددة في حال أفصح عن اسمه الحقيقي، فلذلك اختار اسما مستعارا، كما أنه اختار أسماء مستعارة لأخوته و لمندوبي الأمن الذي عمل معهم أو لصالحهم في عدة عواصم عربية ، إسلامية و أوربية.

يقول في المقدمة، بعد أحداث 11سبتمبر 2001 أين كان يقيم وقتها آنذاك في ألمانيا:
"- عمر نصيري: إنني اتصل بكم من أجل أن أقدم لكم مساعدة.
- يجيبه شخص على الطرف الآخر من الهاتف: هل تعلم من عمل هذا العمل(يقصد تفجيرات 11سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية)، هل تعرف هؤلاء الإرهابيين؟
- نصيري: لا، لكنني أعلم من هم وراء هذه الأعمال،و أعلم لماذا قاموا بالتفجيرات! و أعلم طريقة تفكيرهم!( ثم يسرد تجربته في بلجيكا و لندن و أفغانستان).
- الشخص على الطرف الآخر من الهاتف يعيد سؤاله: هل تعلم من عمل هذا العمل ؟هل تعرف هؤلاء الإرهابيون؟
- نصيري: لا، أريد أن أساعدكم!        

- الشخص على الطرف الآخر من الهاتف: سنتصل بك إذا كنا نحتاجك.
لكنهم لم يتصلوا أبدا حسب نصيري في مقدمته".

حسب الكتاب، يُعرف "عمر نصيري" نفسه بأنه من أسرة مغربية كبيرة، وله ستة أخوة و ثلاثة أخوات، و يأتي ترتيبه الثاني في العائلة، انتقل والده إلى بلجيكا للعمل فيها، و قد التحقت به الأسرة بعد عام تقريبا ليعيشوا جميعا معا، وكان نصيري آنذاك طفلا صغيرا لا يتجاوز السادسة من عمره، و لم يعش فترة طويلة مع أسرته بسبب أنه يعاني من"السل" حيث عاش في مدينة جبلية في بلجيكا،وكانت تزوره عائلته مرتين في العام، و كيف قضى جزء هام من حياته في صفوف البلجيكيين و تعلم في المدارس الغربية.

بعد سنوات طويلة، يعود والده إلى المغرب حيث انتهى عمله في بلجيكا، لكنه ( أي والده) كان عنيفا مع زوجته، حيث كان يضربها باستمرار، إلى أن انتهى بهما المطاف إلى الطلاق، فعادت أمه إلى بلجيكا و أخذت أبناءها معها.

لا يتكلم في كتابه إلا عن ثلاثة من أخوته "حكيم" وهو أخوه الأكبر والذي يصبح عضوا نشطا جدا في الجماعات الإسلامية الجزائرية المسلحة" الجيا"، و عن عادل، رشدي وهم أخوته الصغار الذين لم يكن لهم أي نشاط في العمل مع الإسلاميين.

عندما يصبح أخيه" حكيم" عضوا في الجماعات المسلحة، يستقبل في منزله عدد من الناشطين مع"الجيا" مثل أمين ،ياسين، طارق و كمال، وجميعهم جزائريون، بدؤوا في طباعة مجلة " الأنصار" وهي الناطق الرسمي باسم" الجيا" في منزل " نصيري" الذي أصبح المحطة الرئيسية للإسلاميين الجزائريين في بلجيكا.

كان نصيري يقوم بتوزيع الأنصار عبر البريد، حيث يرسل المجلة إلى كافة أنحاء العالم" كندا، فرنسا، السويد، أستراليا، لندن و غيرها من الدول".

و تطور عمل المجموعة سريعا، حيث كانوا يشترون السلاح (عوزي الإسرائيلي و سكوربيون، ذخيرة و أخيرا بدؤوا في شراء المتفجرات "البلاستيكة" و هي متفجرات شديدة الانفجار، حيث يشترونها و يخزونها في المنزل لفترة، ثم يقومون بنقلها إلى عواصم مختلفة، لكن دائما الهدف الرئيسي هو الجزائر، حيث يقومون بتخبئة السلاح في سيارات، ثم يقومون بإرسالها إلى المغرب، ليأتي أحد مندوبي "الجيا"إلى المغرب ليأخذ السيارات و ينقلها إلى الجزائر ليقوموا بتفجيرها ضد أهداف مختارة".

لعل أهم عمل قام به نصيري هو قيادته لسيارة خضراء من نوع"أودي" أدخلها إلى مدينة طنجة المغربية عبر إسبانيا، و هي مليئة بالمتفجرات و الذخيرة و الأموال، و جاء أحد الأشخاص من الجزائر و هو رجل في السبعين من عمره لينقل السيارة إلى الجزائر، و بعد عدة أيام يسمع نصيري عبر وسائل الإعلام عن " انفجار عميروش الذي جرى أمام محافظة الشرطة، و راح ضحيته مئات الضحايا بين جريح و قتيل".

يقول في صفحة 109" في نهاية جانفييه حدث شيئين هامين الأول وهو حصولي على شهادة سياقة مغربية، و الثاني انفجار سيارة مفخخة في وسط الجزائر العاصمة. الشارع كان مليئا بجثث الضحايا الذين كانوا يحضرون أنفسهم لدخول شهر رمضان الذي سيأتي في اليوم التالي".

و يضيف" أجهل إن كانت المتفجرات التي أدخلتها إلى المغرب هي التي أحدثت ذلك الانفجار، لأن الجيا لها عدة مزودين بالمتفجرات، لكنني لا أستطيع التوقف عن التفكير عن الحالة العصبية التي كانت بها الجماعة في بلجيكا عندما كنت اتصل بهم و أخبرهم أن هناك تأخير في الطريق، كان حكيم( أخيه الأكبر) متعجل جدا لوصول الشحنة، و كان يصرخ في الهاتف عندما أخبره بأي تأخير، إضافة إلى غضب ياسين(وهو أحد مسؤولي الجيا في بلجيكا) عندما هددته على الهاتف أنني سأحتفظ بالسيارة ( أودي خضراء)، إضافة إلى إصلاح الأودي الخضراء سريعا عندما عدت بها إلى بروكسل من أجل إصلاحها، و السرعة الكبيرة التي قاموا بها من أجل تغيير موتور السيارة بشكل كامل خلال ساعات قليلة".

و يضيف" إن هذه السيارة كانت من أجل العملية التي جرت في وسط الجزائر العاصمة، لن أعرف الحقيقة، لكن الشك يبقى موجودا إلى هذه اللحظة".

يسرد "عمر نصيري" كيف بدأ حياته مع المخابرات الفرنسية عبر سفارتهم في العاصمة البلجيكية"بروكسل" حيث ذهب إليهم بنفسه من أجل أن يعرض خدماته عليهم، ووافقوا على أن يعتمدوه كعميل لهم في صفوف الجماعات الإسلامية يعمل لصالح"DGSE" وكان مسؤوله "جيل" الذي كان يعطيه الأموال و التعليمات.

و كانت الـ"DGSE" على علم بكل الخطوات التي كان يقوم بها عمر نصيري من شراء السلاح من "لوران" تاجر السلاح البلجيكي الذي كان كلما أعطى نصيري شحنة سلاح يسأله هل سيتم استخدامها في أوربا، و في كل مرة كان يجيبه: أن السلاح لا يمكن أن يتم استخدامه في أوربا.

كان الهم الأساسي للفرنسيين و البلجيكيين و غيرهم، أن لا يتم استخدام السلاح على الأراضي الأوربية، لكن ليس لديهم أي مانع من استخدامها خارج الأراضي الأوربية.

في عنوان آخر.. يسرد نصيري كيف أن "جيل" مندوب المخابرات الفرنسية في بروكسل قام بالإبلاغ عن خلية الجيا إلى الأمن البلجيكي، و تم إلقاء القبض عليهم جميعا، بما فيهم أخوة عمر نصيري، الذي انتقل إلى مهمة أخرى وهو السفر إلى أفغانستان عبر تركيا، و في جيبه عشرة آلاف دولار منحها إياه" جيل" لاختراق الإسلاميين في أفغانستان.

يقضي نصيري حوالي عام كامل في معسكرات أفغانستان، حيث يتدرب على كافة أنواع السلاح ويكشف سرا خطيرا فيما يخص" أبو حمزة المصري" الذي فقد ذراعيه في أحد مخابر القاعدة في أفغانستان، و لم يطلق طلقة واحدة في الحرب الأفغانية ضد الروس أو غيرهم، و يستغل نصيري هذه المعلومة عندما يلتقي بـ" المصري" في لندن، فيطلب منه هذا الأخير بعدم ذكر هذه المعلومة لأحد!

كتاب مليئ بالمعلومات، و يكشف العالم الحقيقي للجماعات الإسلامية و القاعدة من جهة، ووجه المخابرات الأوربية (الفرنسية، البلجيكية، الانجليزية و الألمانية) من جهة أخرى.

يكشف الكتاب أيضا.. أن الغرب و الإسلاميين المتشددين يعملون على خط واحد.
آ.م

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.