لم يكد بابا الفاتيكان يرتاح على عرشه الروحي، بعد زوال عاصفة رواية " شيفرة دافنشي" التي وضعت الكنيسة في مهب الرياح، حتى ظهر من جديد كتاب آخر إلى الواجهة، رغم أنه موجود قبل كتاب"شيفرة دافنشي"، حيث يؤكد على أننا نعيش مرحلة نهاية الأزمنة، وهي الفترة التي تسبق يوم القيامة والتي قد تمتد إلى حوالي ربع قرن، و لكنها تمهد للمرحلة الأخيرة أي نهاية العالم.و الكتاب الجديد الذي يحمل اسم " شيفرة التوراة" يثير جدلا كبيرا من جديد، بين رؤى الماديين و الداعين للواقعية، و بين دعاة الروحانية و المؤكدين أن كل شيء ممكن، و أن أي شيء سيء هو من صنيعة الإنسان.
ولكن الكتاب يشرح عبر أفكار علمية بحتة، أن العالم أصبح قاب قوسين أو أدنى من نهايته، ما لم يلجأ الإنسان إلى تغيير طريقته و رؤيته للحياة.
آدم ميرا
هل يمكننا أن نتحدث الآن، في القرن الواحد و العشرين عن تنبؤات خارقة تؤكد أن العالم أصبح قاب قوسين أو أدنى من نهايته، و أن هذه النهاية سيكون الإنسان ورائها، لأنه عبث كثيرا في الطبيعة و في قوانينها. و قد غضبت الأرض كثيرا، و أصبح عليها واجب أن تقوم بالانتقام من هذا الإنسان الشرير، الذي بسط شره في كل مكان، و لم يعد هناك أي مكان للخير.
هل هذه الجمل هي من العصور الوسطى، عندما تم اتهام "غاليلي" بالزندقة، و كاد أن يفقد حياته بعد أن أمرت الكنيسة بحرقه و صلبه،و لولا تراجعه و إعلانه أن الأرض لا تدور؟. لكان قد نال عذابا رهيبا.
في الحقيقة أؤكد لكم أنني أتحدث إليكم من القرن الواحد و العشرين، و أن الحديث عن نهاية الأزمنة أصبح واقعا، و قد بدأ الحديث عن نهاية الحياة منذ العام 2000 ، عندما قال" باكو رابان" وهو الثري الفرنسي، و المعروف بتصاميمه للملابس و تركيباته الرائعة للعطور، بأن العلم سينتهي أثناء العام 2000، و لكن مضى ذلك العام، و أصبحنا في العام 2006 و لم ينتهِ شيء.
و لم يأتِ "رابان" بحديثه هذا من فراغ، بل معروف عنه، أنه يستلهم كل أفكاره و رسوماته من أحد مستشاري الفراعنة(…)، و هي قصة طويلة مع التقمص يمكن الحديث في وقت آخر.
و رغم أن العالم يعيش مادية كبيرة، إلا أن هناك مساحة كبيرة للروحانيات، حيث استطاع البوذيين و جماعة التيبت التي يرأسها" الداي لاي لاما" أن تؤسس لوضع مميز في العالم الغربي، و هناك دراسات تقول، أن حكومات الغرب تساعد البوذيين و السيخ و الهندوس و غيرهم، من أجل الوقوف في وجه المد الإسلامي الذي أصبح ينتشر بشكل كبير في العالم الغربي، الذي يقوم على الجنس و المال، و تنعدم فيه كل الروحانيات.
وربما شهد العالم العربي بعد الصحوة الإسلامية التي بدأت مع الثورة الإيرانية عام 1979، هجوما أو رأيا آخر يعبر عن روحانية خاصة، مثل " مريم نور" التي شغلت الناس لفترة زمنية طويلة، وأصبحت نجمة على شاشات كثير من المحطات الفضائية.
و لكي لا نغوص أكثر في مسألة الغيبيات، دعونا نتحدث عن موضوعنا الرئيس، وهو كتاب يتم تداوله هنا منذ فترة و يتحدث أن العالم سينتهي قريبا.
- في البدء كانت الكلمة:
هناك أشياء كثيرة تبدأ بصدفة، أو بعد تفكير طويل و عميق، و هناك أسماء يتم تداولها لزمن طويل، رغم اختفائها من مسرح الحياة منذ فترة طويلة، إلا أن اسمها لا زال مستمرا وموجودا بيننا.
و أكثر هذه الأسماء تداولا، هو اسم " إسحاق نيوتن" مكتشف نظرية الجاذبية، وكانت رواية "شيفرة دافنشي" قد تحدثت عن نيوتن بأنه كان أحد أعضاء الجمعية السرية التي كانت موجودة لحماية سلالة السيد المسيح من زوجته "مريم المجدلية".
و يأتي ذكر اسم نيوتن مرة أخرى في شيفرة " التوراة" على اعتبار أنه كان على قناعة أن التوراة تحتوي على أسرار الحياة، و قد أجرى مجموعة من الأبحاث و الدراسات، إلا أنه لم يستطع الوصول إلى أي اكتشاف، و لكن حسب مؤلف كتاب " شيفرة التوراة" فإن نيوتن لم يستطع فك شيفرة التوراة لأنه لم يكن يمتلك جهاز كمبيوتر، على اعتبار أن هذا الأخير قادر على القيام بملايين العمليات الحسابية خلال وقت قصير جدا، وهو ما يعجز عنه الإنسان.
و حسب الكتاب، أن عصر الكمبيوتر قادر على حل الكثير من المعضلات، و أن هذا العصر هو العهد الأخير الذي يؤرخ لنهاية البشرية، و هي قاب قوسين أو أدنى، في حال لم يتم تغيير الطريقة المادية التي نعيشها.
- الظهور الأول
ظهر الجزء الأول من كتاب " شيفرة التوراة" في العام 1979، و قد كتبه اثنان من اليهود، أحدهم يهودي روسي وهو عالم رياضيات ، و الثاني صحفي يهودي أمريكي و اسمه ميشيل دروسنين. لكن هذا الأخير يؤكد طوال الوقت أنه ملحد و غير مؤمن بخرافات الأديان(…).
القصة بدأت مع اختراع الأول لبرنامج خاص لفك شيفرة التوراة، عبر حسابات و برامج معقدة، و قد قام في البداية بنسخ التوراة القديمة على جهاز الكمبيوتر، و ألغى كل الفواصل و النقاط، و قام فيما بعد بالحسابات، و قد وصل إلى نتائج خطيرة، تؤكد أن التوراة تحتوي على كل شيء، و أن كل ما نعيشه موجود في التوراة و يجب أخذ كل ذلك بعين الاعتبار.
- الظهور الثاني:
بعد الكتاب الأول " شيفرة التوراة"، أصدر الاثنان معا، الجزء الثاني من الكتاب، و الذي أطلقوا عليه " شيفرة التوراة 2"، و قد صدر في العام 2002، و لكن الجزء الثاني موثق بقصص حقيقية سياسية، قام بها الصحفي الأمريكي من أجل تأكيد تنبؤاته، و كانت أكثر التنبؤات واقعية و ذات مصداقية، هي قصة الرئيس الفلسطيني الراحل" ياسر عرفات، و رئيس وزراء إسرائيل السابق " إسحاق رابين" الذي تم قتله على يد اليهودي المتطرف" عميرات".
و حسب شيفرة التوراة، فإنه ظهر اسم القاتل و إسحاق رابين، و كانت الجملة تقول" القاتل سيقتله" مع التحديد الزمني للقتل، و لكن بالنسبة للرئيس الفلسطيني " ياسر عرفات" فقد ظهرت جملة " القاتل سيقتله" و لكن دون تحديد زمني(وهو ما يعني أن عرفات قد تم اغتياله على مراحل، و ليس بشكل مباشر كما حدث مع رابين).
و يقول الصحفي الأمريكي " دروسنين " أنها التقى بالرئيس الفلسطيني قبل وفاته، و أخبره بتلك الحسابات، و قد أكد له عرفات أنه مقتنع تماما بما يقول، لكن يجب دائما الحديث مع الطرف الآخر(الإسرائيلي). لكن" دروسنين" يشعر بخيبة أمل كبيرة، عندما يرفض رابين أن يلتقي به( قُتل رابين في العام 1994)، و تزداد خيبته عندما يكتشف أن الطبقة الحاكمة في الدولة العبرية ليست مؤمنة، بل لائكية و ملحدة تماما.
و يؤكد المؤلف، أن نهاية الأزمنة ستكون في العالم 2006، و ستبدأ بحرب نووية في مدينة القدس الفلسطينية، و لكن كل شيء قابل للتغير في حال اتخذ الإنسان إجراءات مغايرة، أي بدأ في الدعوة للمحبة و السلام و تخلى عن الحروب و صنع الشرور في وجه الآخرين.
- ما هي هذه الشيفرة:
و لكن ما هي هذه الشيفرة التي يمكنها فك كل شيء ، و تقديم كل التفاصيل عن نهاية الأزمنة، و يفسر الشيفرة مؤلف الكتاب حسب مخترع شيفرة التوراة فيقول" لقد قمت بحذف علامات الفصل والترقيم التي تفصل بين كلمات أسفار موسى الخمسة، وبعد ذلك تبقت لدي كلمة واحدة تتكون من(304805) حرفا، وتم وضع تلك الحروف في مصفوفة، وأصبح علي البحث عن أي اسم سواء بمدينة أو شخص، بحيث يظهر ذلك الاسم مرتبا من خلال حروف تلك المصفوفة، و بعد إيجاد الاسم يتم حذف خمسة حروف أو عشرة حروف بعده أو قبله(….) ويتم قراءة أول كلمات تظهر عقب ذلك الحذف وهكذا يرى كل النتائج التي ترتبط بالاسم الذي اختاره". وهكذا استطاع أن يخترع برنامجا خاصا يقوم بكل هذه الحسابات،و يوجد في الكتاب كل الإشارات حول القصص التي يتحدث عنها المؤلف، مثل قصة عرفات و رابين.
في النهاية.. مهما كانت رؤيتنا لهذا الكتاب، فهو يؤسس لمجهود كبير قام به الصحفي و العالم، و قد قاما بإرسال رسائل إلى مختلف أرجاء العالم من أجل التنبيه أن الحروب ستجر الوبال على العالم، و ستؤدي في النهاية إلى دمار البشرية، و كل شيء يمكن تغييره، في حال لجأ الإنسان إلى عمل الخير و نشره على الأرض.
و الحديث عن نهاية الأزمنة، بدا منذ فترة، لكنه يشهد في الفترة حديثا متصاعدا، حيث وصل الشذوذ إلى أعلى درجاته، من مسيرة للشاذين جنسيا في لبنان، إلى دعوة إلى مسيرة جنسية في القدس، التي تُعتبر من أكثر الأراضي قدسية في العالم، إلى تبوء هؤلاء الشاذين إلى أعلى المناصب السياسية في العديد من البلدان، و يبدو أن وجود شواذ مع وجود القوة النووية بيد أناس شبه مجانين، سيؤدي في النهاية إلى حرب نووية ستجر الوبال على العالم، و تؤدي إلى نهايته.
ولكن الغريب في الأمر، أن المؤلف وجد اسم شارون، بن لادن و كلمة "شهيد" موجودة دائما، و لكن هل يمكننا أن نسأل" هل أسماء زعماء العالم العربي موجودين على القائمة التي تساعد على نهاية العالم، أم سيبقون دائما أدوات في يد من يسيرهم ويقود فيهم؟".
ا.م
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.